شكل التذبذب في أسعار الخضر والفواكه التي عرفت ارتفاعا لافتا في الفترة الأخيرة في الأسواق تساؤلات كثيرة حول الأسباب التي تقف وراء هذا الارتفاع، وإن اختلف الخبراء فيها من النقص المسجل في عدد الأسواق الجوارية عبر ولايات الوطن والفوضى التي تسود الأسواق والمضاربة، إلا أنهم رفعوا مطالبهم بتوفير العقار للفلاحين لبناء أسواق جوارية ومقترحات بفتح ورشات لتسقيف هامش الربح الذي صار هاجسا يلاحق جيوب "الزوالية" كلما حانت الفرصة. كشف رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الجزائريين الطاهر بولنوار، أن الجمعية ستقدم مخططا ومطالب لمصالح السلطات المحلية لتوفير العقار اللازم للفلاحين لبناء أسواق جوارية، فيما يتكفل الفلاحون بإنجازها، مؤكدا أن النقص الفادح في عدد الأسواق الجوارية من ضمن الأسباب الأساسية التي أدت إلى هذا الارتفاع من خلال ارتفاع الفارق بين سعر الدولة وأسواق التجزئة. وأشار بولنوار في حديثه مع "الحوار" أمس، إلى أن أسعار الخضر والفواكه ستشهد انخفاضا ملحوظا في منتصف شهر أكتوبر الجاري، لافتا إلى أن ارتفاع الأسعار في الفترة الحالية يعود إلى خصوصية هذه الفترة الانتقالية بين موسمين، حيث نهاية الموسم الصيفي التي تبدأ مع شهر أوت، منها نقص المنتجات الصيفية، مع دخول الموسم الشتوي الذي لم يتم فيه نضج المواد الشتوية بعد. وأضاف ذات المتحدث أن نقص البيوت البلاستيكية وعدم التطور الحاصل في القطاع الزراعي في البيوت البلاستيكية سبب آخر، كون وجودها ضروريا لتغطية حاجيات المواطنين من الخضر والفواكه في الفترات الانتقالية ذات الخصوصية التي يقل فيها الانتاج، داعيا السلطات الى الاهتمام أكثر بهذا المجال من أجل تطويره وتجنب الوقوع في الندرة وارتفاع الأسعار، نافيا في الوقت ذاته وجود المضاربة. في السياق ذاته، أكد رئيس جمعية حماية المستهلك مصطفى زبدي، أن سوق الخضر والفواكه في الجزائر لا زال فوضويا من ناحية الضوابط التجارية وغياب العمل بالفوترة يساهم في رفع هامش الربح لدى المتدخلين، وبالتالي الرفع في الأسعار، ناهيك عن غياب التنظيم في المجال الفلاحي الذي يسمح برسم مخطط يعمل على توزيع المواد التي تنتج في كل منطقة لتفادي الوقوع في الفائض في الانتاج الذي يؤدي الى حدوث خسائر لدى الفلاحين، او الندرة في الانتاج، مضيفا بالقول: "غياب مخطط لحاجيات المواطنين، وبذلك توجيه الفلاحين إلى نوع من الزراعة حسب المناطق". وأنهى ذات المتحدث حديثه بالقول إن الجمعية قدمت مقترحات لكل المعنيين لفتح ورشة كبيرة حول تسقيف هامش الربح في مجال المواد الغذائية الأساسية. أم الخير حميدي