أجمع اقتصاديون جزائريون على ضرورة تبني اليقظة الاستراتيجية لتجاوز حالة الأزمة التي يمر بها الاقتصاد الوطني، وكذا استقطاب السوق الموازية، مع ضرورة تشجيع سوق الاستثمار، حيث قال كاتب الدولة الأسبق للاستشراف والاحصاءات بشير مصيطفى في ندوة اليقظة الاقتصادية والمالية التي أطلقها المعهد الجزائري للإبداع في إطار مبادرة (صناعة الغد) بأن منهجية التقاط الإشارات على آفاق 2030 وتحليلها وفق الموضوعية العلمية يسمح باقتناص فرص النمو الكامنة في قدرات الاقتصاد الوطني، بدءا من القدرات الطبيعية الى القدرات البشرية ثم رأس المال الاجتماعي بشرط القيام بتعديلات جذرية في منظومة تفكيرنا الاقتصادي. وعدد الخبير المالي سهيل مداح سلة الملفات المطروحة على مستقبل الاقتصاد الجزائري والتي عليها أن تخضع لمعيارية اليقظة الاستراتيجية وعلى رأسها السياسات النقدية والجبائية، المنظومة البنكية ووضعية القطاع الخاص. وقال ذات المتحدث بأن وضعية الاقتصاد الوطني لا زالت تعاني من فراغ في الهياكل وضعف الديناميكية الاقتصادية مع منظومة إقراض بنكي عالية المخاطر. من جهته، رافع الخبير الاقتصادي فريد بن يحيى من أجل تحويل الادخار الوطني الى عمليات استثمار حقيقية، خاصة أن معدل الادخار في الجزائر يعد من أعلى المعدلات في العالم بنسبة تصل الى 50 بالمائة العام 2013، مما يؤكد رأي الخبراء في أن الجزائر لا تعاني من أية أزمة مالية، بل من ضعف الرؤية وعدم استقرار القوانين. ودعا فريد بن يحيى الى مراجعة وضع الجزائر على سلم الامتياز العلمي والتنافسية والسياسات الاجتماعية للدولة. وتناولت أستاذة الاقتصاد سهيلة براحو من جامعة الجزائر الحلول الممكنة لتحقيق اليقظة في منظومة الجزائر الاقتصادية، ومنها استعادة السوق الموازية التي تضم 3.5 مليون نشيط، وإعادة توجيه سوق الشغل نحو النشاطات المنتجة الى جانب إعادة ضبط منظومة التعليم والتكوين المهني . أما الأستاذ العربي أولحسن من كلية الاقتصاد لجامعة الجزائر فقد رافع من أجل إدماج الاقليم في صلب اليقظة الاقتصادية بسبب الفرص الكامنة في الولايات خاصة مع تحدي الأمن الغذائي. وقال أولحسن بأن الجزائر تقع في رقعة اقليمية تضم حجما سكانيا متزايدا هي افريقيا ما يجعلها وجهة مفضلة للاستثمارات والأسواق على الجزائر استغلالها فعلا. مولود صياد