في حوار جمعنا بالمديرة الجهوية للإذاعة بالبليدة الإعلامية رتيبة سليماني ذكرت لنا أبرز التحديات التي توجهها خلال تسييرها للمؤسسة حيث ترى أن عملها كصحفية و كذلك مسيرة فريق كان حافزا ايجابيا لجعلها اليوم قادرة على إدارة المؤسسة و دفعا للأمام رغم أن التسيير كامرأة في مجتمعنا يتطلب جهودا مضاعفة على حد تعبيرها, أما بخصوص مقومات النجاح بالجزائر فهي ترى أن الموهبة و المثابرة هي الطريق الوحيد لكسب الرهان . _ بداية حدثينا عن مستجدات الإذاعة الجهوية للبليدة و هل من تغييرات ستطرأ على البرامج في الأيام القادمة؟ الإذاعة الجهوية للبليدة و منذ نشأتها و انطلاق بثها سنة 2011 في ذكرى الاستقلال الوطني و هي تواكب التحولات الاجتماعية و الاقتصادية للبلد ثم للمجتمع المحلي التي هي جزء و قطعة منه المستجدات التي قد تطرأ على المسار الإذاعي و من خلاله أثير الإذاعة الثري و المتنوع هي نفسها المستجدات الناتجة عن الحراك الاجتماعي في السياسة و الاقتصاد و البليدة قطب اقتصادي بامتياز بفضل مناطق النشاط التي تتميز بها ثم المستجدات تصنعها أيضا المدن الجامعية و الأقطاب العلمية و مراكز البحث من خلال جامعة سعد دحلب و علي لونيسي و اليوميات الإذاعية تصنعها سلاسل الأطلس البليدي و مرتفعات الشريعة كما تحددها أراضي المتيجة الخصبة و إنتاج الحمضيات و في إعلامها و مؤسسها سيدي الكبير الأندلسي و مجاهديها وهم قادة الولاية التاريخية الرابعة و أعيانها و فنانوها هذا الزخم الإذاعة الجهوية لا تستطيع أن تؤسس أنفسها أسلوبا في العمل دون أن تأخذ بعين الاعتبار كل هذه المقومات و المؤهلات و تعمل عَلى مسايرتها و مرافقتها و العمل على ترقيتها و لهذه الأسباب كلها فالشبكة البرامجية لإذاعة البليدة هي برامج مرنة أساسا نعمل بثلاث شبكات في السنة برامج الشبكة السنوية الرمضانية و الصيفية إضافة إلى تكييفها مع المواعيد السياسية الكبرى و المحطات الوطنية لذلك تكون باستمرار متجددة إذا أخذنا بعين الاعتبار الحملات التحسيسية و التضامنية و الخط الأحمر لمساندة قضية وطنية أو دعم و مرافقة فئة هشة من المجتمع في هذه الأيام نسير بخطى ثابتة لإنجاح أهم فقرات الشبكة السنوية و التفكير قائم مع رؤساء الأقسام بخصوص الشبكة الرمضانية المقبلة _ ما هي أبرز التحديات التي تواجهك اليوم خلال تسييرك للإذاعة؟ السؤال له تفرعات عديدة و زوايا مختلفة التحديات بقدر ما توصف و تصنف ضمن العراقيل و الصعوبات كانت و لا تزال بالنسبة غالى تجربتي في مؤسسة إعلامية كصحفية أولا ثم كمسيرة فريق عمل حافزا و عملا إيجابيا فالثغرات في مساري المهني في كل مرة تقويني و تعطي إضافة و بصمة جديدة التحديات التي تواجهني في التسيير منها ما يتعلق بالمحيط العام للإذاعة و التي يحتم عنا أن نستوعبه بهمومه و انشغالات الساكنة و بتطلعاته و آماله في غد يكون أجمل للجميع و تحدي العلاقات الخارجية إلي عملنا على ترسيخ تقاليد عمل مبنية على الثقة المتبادلة مع من نتعامل نحن كأسرة و فريق لإضفاء و الحفاظ على المصداقية مع مستمعينا ثم تحدي آخر هو داخلي و هذا ما عملنا على إرساءه و إقناع الفريق الصحفي به كنقطة انطلاق و اعتقد أن هذه هي نقطة قوة في إذاعة البليدة الجميع في محيطنا يفخر بعناصر الإذاعة و هذا ما يفسر تبنيهم لمشروعنا الإعلامي و التعامل بدون حواجز مع إشراك جميع الفعاليات في المجتمع لكن اعتقد أن التحدي الأكبر لم يكن في الإمكانيات المادية بقدر ما كان و لا يزال يتعلق بالذهنيات و بمفاهيم خاطئة حول ابجديات المهنة و أخلاقياتها و لا اخفي عليك أني عملت منذ البداية على تحصين الفريق و دعوتهم لتكوين ذواتهم مهنيا بالمطالعة و التكوين المستمر و الارتقاء وجدانيا و إنسانيا لأننا لانقطاع هذا عن ذاك و من التحديات أيضا في التسيير كامرأة هو جهد مضاعف في مجتمع لا يتقبل بسهولة التسيير من امرأة لكن كل شيئ يهون عندما يتأكد الجميع من الكفاءة و الالتزام و يتحول الشعور الأول الوساطة معنوية يغذيها الاحترام المتبادل و المهنية العالية _ما هي أكثر البرامج التي تحب السيدة سليماني رتيبة سليماني تبنيها وهل هناك برامج دعم الطاقات الشبابية للمنطقة؟ أنا أحب التنوع في الآداء الإذاعي أتبنى كل الأفكار الجديدة طبعا القابلة لأخذ شكل برنامج مقنع يفيد المجتمع و يؤدي دوره كخدمة عمومية و لأننا ملزمون بلعب دور الوسيط و مرافق للمجهود التنموي رضعنا شبكتنا ببرنامج service public و برنامج أحياؤنا و لأننا نؤمن بدورنا في تقوية الروابط الاجتماعية و الحفاظ على التضامن و الانسجام الوطني أتبنى البرامج الاجتماعية و التضامنية و كانت التجربة في تنظيم راديو طون و الحلم تحقق بإنجاز دار الإحسان للمصابين بداء السرطان سنة 2012 في فترة الوالي محمد أوشان آذي كان يدعم المشروع ماديا و معنويا فظاهريا أحب الميدان و الاستطلاعات التنموية لكن بداخلي تبني عميق للحوارات الثقافية بحكم أنني خريجة معهد الفلسفة استمتع و انتشي بقراءات و إصدارات فن قضايا الفكر المعاصر و أخر ما أنتج فكر جاك دريدا _ هناك بعض المواضيع قد تبدو خطيرة بالنسبة للإعلام و الصحافة, بشكل عام كونك مسؤولة عن الإذاعة هل تصلكم معلومات و حقائق عن كشف قضايا فساد و هل تفضلين الابتعاد عن مثل هذه القضايا الحساسة؟ هذه الأمور نسبية ما قد يبدو مهما و خطيرا بالنسبة للبعض قد لا يكون كذلك بالنسبة للبعض الأخر و إن كنّا نتأثر جميعنا بما تتناوله الصحافة التي تعالج و تتناول طرحها حسب توجهها و انتمائها السياسي و الايديولوجي لهذا عندما ننصهر في مشروع الإذاعة الجهوية لا نخوض في قضايا الفساد و ما يصلنا من ملفات و حقائق تخص مشاكل الأحياء و قضايا التنمية و وتيرتها و الماء و الكهرباء و النقل المدرسي المرافق الضرورية فنحن الأقرب للمواطن فيما تتكفل قنوات وطنية و أخرى متخصصة في التفصيل في ذلك _ السوشيل ميديا طغت اليوم و استثمارات عالية تنتقل من الإعلام التقليدي للحديث, هل تسعون للتجديد من خلال ربط الإذاعة بهذه الوسائل الحديثة أم تفضلون البقاء في خانة الإعلام التقليدي؟ لا غنى عن التعامل و التواصل عبر السوشل ميديا ..و نحن في إذاعة البليدة نعتمد على هذه الوسائط منذ مدة سواء للترويج للحصص و إشراك المستمع في اختيار المواضيع التي تهمه بالدرجة الأولى بحكم مبدأ الإعلام الجواري..نعتمد عليها أيضا في نقل بعض الفعاليات التي ننظمها في مختلف المناسبات حتى تصل الصورة كما هي و كذلك حتى يتعرف المستمع على الوجوه الإذاعية و الشخصيات المشاركة…السوشل ميديا أصبحت أحسن وسيلة لقياس درجة التفاعل مع برامجنا من خلال التعاليق و المشاركة…هذا و نعمل حاليا مع فريق محترف لتحسين موقعنا على الانترنت حتى ننتقل بسلاسة إلى الإعلام المتعدد الوسائط لتوسيع رقعة المتتبعين و المستمعين. _ السيدة رتيبة هل اكتفيت بهذا المنصب أم لديك طموحات أخرى؟ أولا و حتى أكون صريحة اكتفي أم لم اكتفي بالمنصب أنا لا اشعر أنني بمنصب إداري لان خصوصية مهنتنا تجعلك في قلب الفريق ماعدا التوجيه و الوقوف على تفاصيل تنفيذ ورقة الطريق و توفير جو العمل أنا لا اطمح إلا للاستمتاع بالمهنة و فنياتها و جو الاستديو و المباشر. _ما هو أقرب برنامج إليك من البرامج التي تبث في الإذاعة الجهوية للبليدة؟ هذا السؤال صعب جدا كمن يطلب من أم من تفضل في الأبناء أنا عادة أتعامل مع مادة إعلامية بنظرة شاملة تعكس تصورنا للفقرات و الفضاءات الإذاعية و دائما ألح على ضرورة التوفيق بين الأقسام و التكامل بينها ومن هذا المنطلق تجدني اهتم بكيفية تسويق ما نمتلك من أثيريات مع التلبيس المحكم و المدروس سواء كان البرنامج تنموي اقتصادي اجتماعي أو ثقافي لكن يبقى ميولي إلى الاستطلاعات و الربورتاجات لأنها تعطي حرية اكبر و فيها يبرز كل صحفي حدود إمكانياته وله هامش من الحرية في التعاطي مع موضوع البحث لهذا حرصنا على تثبيت تحقيق الأسبوع يتداول عليه كل الفريق ًzoom ما هي مقومات النجاح في الإعلام بالجزائر؟_ عالم الإعلام واسع و متشعب والإعلام السمعي له خصوصياته لكن المقومات واحدة و ثابتة و النجاح طريقه واحد لكن أنا آمنت دائما بان الموهبة في مجال الإعلام هي الأساس ثم تصقل بالعمل و المثابر ة لان ها ليست تجارة سريعة و مربحة قد تأخذ وقتها الكافي لإعطاء الثمار و لعل أهم المقومات هو التكوين الصحيح و جعلها عقيدة نحبها و نخلص إليها ثم الأعلام هو السلطة و الواجهة لذا المطلوب حتى ننجح و نتفوق و نتميز أن نستعمله بضمير و برقي مهني و أخلاقي و الواجهة المصداقية لأنها صورة المدينة و صورة الجزائر. حاورتها: سارة بانة