لهذه الأسباب لم يرق الإعلام الجزائري إلى المنافسة العالمية

الحديث عن الاستثمار في مجال الإعلام قد يكون مطولا، لكن عدم دخول الإعلام الجزائري في المنافسة الدولية يعدّ غير منطقي بالنسبة لبلد بحجم قارة، يملك جل مفاتيح هذا الإستثمار من موارد مالية، بشرية وأيضا من تنوع ثقافي كبير يخوّله الوصول إلى أكبر شرائح ممكنة، وأيضا موقع جغرافي إستراتيجي يجعله قريبا من الحضارة الأوروبية القوية، على غرار إتقان شريحة مهمة منه للغات ولهجات عديدة، حيث وفي حديث مقتضب ل”الحوار” مع الخبير الاقتصادي الدولي ومدير تنفيذ شركة “جوجل”، محمد أبو رضوان، أشاد بقوة إتقان الجزائريين للغات عديدة مقارنة بباقي الدول العربية، حيث تعدّ هذه الطاقات إلى الآن مادة خام لم تستغل بعد في العديد من المجالات لصناعة الدهشة أهمها الإعلام.
الإعلامي القدير حسن زيتوني ل “الحوار”:
الإعلام الجزائري أقيم على أسس غير صحيحة
صرّح الإعلامي الجزائري المقيم بالخارج، والذي عاش تجارب كبيرة في أقوى القنوات العربية، أن الإعلام الجزائري الفضائي لم يرق لمستوى الإعلام الدولي لأنه أقيم على أسس غير صحيحةً وبعيدة عن المهنية، حيث ذكر أن معظم من سمح لهم بتأسيس قنوات تلفزيونية وصحف ومجلات لم تكن تتوفر فيهم معايير العمل الإعلامي، المعيار الوحيد هو الثراء والمال، إضافة إلى ذلك هؤلاء الأشخاص بدورهم لم يعتمدوا معايير مهنية في اختيار من يدير ويسير هذه المؤسسات الإعلامية
عامل آخر منً عوامل الفشل تابع السيد حسن زيتوني يكمن في عدم العمل منذ البداية على إرساء النشاط الإعلامي وفقا لما هو سائد في العالم، والأسلوب الذي اعتمد في التعامل هو أسلوب بدائي متخلف. كما قال أيضا قائلا “لا أعرف أسباب ذلك التوجه لإن الإمكانيات المادية والبشرية متوفرة. ليس عيبا في نظري أن نقلّد ماهو جيد في الساحة الإعلامية العربية والدولية وننسج على منواله الأسس والقواعد، ثم بعد فترة انتقالية، نبدأ بإدخال أفكار جزائرية تتماشى مع واقعنا وعاداتنا وطرقنا كجزائريين في التفكير والإدارة. أعتقد أن هناك عدة عوامل ساهمت في الإخلال بالتجربة الجزائرية في هذا القطاع الحساس، ولكن يمكن إصلاح البيت وإصلاح الأخطاء ومعالجتها، وذلك بالاعتماد على الكفاءات الصحيحة في هذا القطاع، وهي متوفرة داخل وخارج الجزائر”.
المنتج والمخرج الجزائري عبد السلام دحو ل “الحوار”:
الإعلام الجزائري هو أكثر من موجه
في تصريح خاص للمخرج والمنتج الجزائري عبد السلام دحو، ذكر أن سبب عدم تمكن الإعلام الجزائري من المنافسة عربيا وحتى غربيا، يكمن في كونه إعلاما أكثر من موجه ويخدم أطرافا معينة. وذكر أيضا وبعد خبرته في التعامل مع عدة قنوات عربية، أن الإعلام في مختلف الدول هو منبر إعلامي واقتصادي، بمعنى أن تطويره يعتمد على مدى النجاعة والكفاءة، بينما في الجزائر لدينا الكفاءة وتنقصنا النجاعة لجعل الإعلام مجالا لدفع الاقتصاد وخدمة البلاد، ليبقى الإعلام الجزائري ينتظر الإشارة لخدمة طرف على حساب المصلحة العليا للبلاد، على حد تعبيره.
الإعلامي الجزائري سفيان مقنين ل “الحوار”:
علينا أن نتحدى أنفسنا قبل أن نتحدث عن أي منافسة
أما الكاتب والإعلامي الجزائري، سفيان مقنين، وفي تصريح مقتضب من حوار أجرته معه “الحوار”، صرح قائلا: “الحديث عن المنافسة العربية طويل وعريض، أولا حين يتم التحدث عن البعد العربي في أي مجال، تتجه الأذهان مباشرة إلى دول المشرق والخليج بحكم تمركز الكتلة السكانية ورؤوس الأموال في الأولى والثانية، ثم لأنهم قبلتنا في كل ما و عربي، وربما كان مرد ذلك إلى ارتباط القبلة الدينية جغرافيا بالمشرق مقارنة بموقعنا في المغرب، والدليل أننا نفهم كل لهجاتهم ولا يفهموننا حتى حين نتحدث بالفصحى. أعتقد أن علينا أن نتحدى أنفسنا قبل أن نفكر في تحدي ومنافسة الآخرين، فلدينا بلد بحجم قارة مع تنوع وثراء عميق في الطبيعة واللغة والعادات والتقاليد، فهل استطعنا أن نستوعب كل ذلك من الناحية الإعلامية؟، ثم إن لدينا جالية بالملايين في الخارج، وهذه الجالية بحاجة أيضا إلى من يخاطبها ويتحدث عنها ويهتم بها، فهل فكرنا في ذلك؟، ثم إن عددا متزايدا من أفراد هذه الجالية يتحدث الانجليزية والعربية في أحسن الأحوال، فهل أخذنا ذلك في الحسبان ونحن الذين نكلم الأجنبي بالفرنسية مباشرة حتى لو لم يعرف من هذه اللغة كلمة واحدة. لقد أثبت التعاطي الإعلامي مع الربيع العربي أن لكل قناة أجندتها الخاصة، حتى لو كانت تدعي أنها منبر حر لجميع العرب”.
الإعلامية الجزائرية ومراسلة “سكاي نيوز” ياسمين موسوس ل “الحوار”:
لا أعتقد أن الوقت مناسب للحديث عن المنافسة الدولية
في تصريح لها ذكرت الإعلامية الجزائرية ومراسلة “سكاي نيوز”، أنها لا تعتقد أن الحديث عن المنافسة الدولية مناسب الآن. ففي البداية، وحسب رأيها، هذه القنوات حددت جمهورها المستهدف، وهو الجمهور المحلي، وأشبعت متطلباته إلى حد بعيد، لكنها في المقابل أغفلت بعض الأساسيات في الإعلام التي تجعلها بعيدة نوعا ما عن المنافسة، وربما أبسط مثال على ذلك أنه في كل دول العالم يتحدثون عن “القصة التلفزيونية” أو “the story “، لكننا في الجزائر لازلنا نتحدث عن تقارير إخبارية. الإعلام مجال متصل بعدة مجالات أخرى، والمفروض أنه يواكب تطورات التكنولوجيا وأساليب التسويق، ويجدد دراسات الجمهور الذي أصبح متطلبا خصوصا مع المنافسة التي تفرضها مواقع التواصل الاجتماعي.
سارة بانة