بقلم: الاستاذ لزهر تتيات مواقع التواصل الإجتماعي كشفت لنا أن كل جزائري يختزن صحفي بداخله. لكنه لا يمتلك من مفاصل هذا الفن إلا ما يمتلكه مشجع كرة القدم من خطط وتشكيلات. مستعملي الفيسبوك خصوصا ذهبوا بعيدا في نشر الأخبار ومحاولة السبق، فترى الواحد منهم يستعمل مصطلحات لا تستعمل عادة إلا من طرف وسائل الإعلام الثقيلة على شاكلة وردنا الآن، من مصادر موثوقة وقد يزين مقاله بكلمة عاجل في شريط أحمر. هي حالة نفسية بالدرجة الأولى، فبعد فتحه لحسابه الخاص وجمع ما أمكن جمعه من الأصدقاء وبأول منشور يحصل على بعض الإعجابات وتعليقات يغلب عليها في الكثير من الأحيان الإطراء يحس بنشوة الإنجاز، يعاود مرات أخرى ويدمن الاهتمام بتلك الارقام التي تجاور اليد مفتوحة السبابة أو القلب الأحمر. مع الوقت يكتشف أنه ليس وحده في هذا الفضاء وأن الكل ينشر، هنا تبدأ رحلة البحث عن التميز، ولأنه عاجز عن تأليف الإثارة يلجأ لنقل تلك الأخبار والأحداث الجاذبة وهو يظن أن كل الموجودين في قائمة أصدقائه من المعزولين عن العالم. إلى هنا لا يمكننا لوم الفيسبوكي المدمن على السبق ونحترم نشوته وهو يعاقر نشر العواجل من الأخبار. لكن إدمانه هذا أدى إلى رواج تجارة الإشاعة والأخبار الكاذبة. فإن أردت قتل أحد المشاهير يكفي أن تدخل صفحة في وهران وتدس خبر وفاته لتقرأ التعازي والترحمات عليه بعد خمس دقائق من صفحات تبسة، والأخطر أن هذه الظاهرة قد تستغل أمنيا، سياسيا أو اقتصاديا من طرف الغرف المظلمة فيصبح ذلك الفيسبوكي البسيط عامل بالمجان لدى شبكات توجيه الرأي العام وهو لا يدري.