كان يوما للتاريخ، للذكرى ولاستعادة عبق الثورة والمقاومة، رائحة الشهداء تعطر سماء الوطن وتعيد رسم صور الشموخ والعلو والعزة، منذ الساعات الاولى للصباح استعدت الجزائر بسلطاتها العسكرية والمدنية لاستقبال رفات الأربع والعشرين شهيدا من شهداء المقاومة الشعبية، الذين احتفظت بهم فرنسا في متاحفها دون اعتبار للكرامة الإنسانية. كان الاستقبال تاريخيا عظيما، عظمة أبناء الوطن وأبطاله القادمين من الضفة الأخرى بعد أكثر من قرن ونصف من عملية الاختطاف الذي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية في حق جثامين شهدائنا الطاهرة التي عادت اليوم كريمة معززة لتعانق تراب الوطن، وتلتحف سماؤه قبل أن تدفن الأحد القادم في ذكرى عيد الاستقلال إلى جانب باقي أبطال الجزائر في مربع الشهداء بمقبرة العالية . وكان رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون رفقة رئيس الجيش الشعبي الوطني السعيد شنقريحة ووفد رفيع المستوى في استقبال رفات شهداء المقاومة الشعبية، وبعد وصولهم حمل أفراد من الجيش الشعبي الوطني الشهداء الأربع والعشرين على أكتافهم، رافقهم استعراض عسكري كبير، من الطائرة إلى القاعة الشرفية لمطار هواري بومدين، أين قرأت على أرواحهم الطاهرة فاتحة الكتاب الكريم، وتلا بعدها الإمام الدعاء راجيا من الله عز وجل في هذا اليوم المبارك التاريخي أن يحفظ الجزائر وشعبها ويقيها شر الفتن والمحن، وبعدها تم الاستماع للنشيد الوطني والاستماع لكلمة الفريق سعيد شنقريحة رئيس الجيش الشعبي الوطني الذي قال فيه أن حلم الشهداء تحقق اليوم .