يستقبل أطفال فلسطين شهر رمضان بفرحة غامرة وسعادة كبيرة، وربما الكثير منهم لا يدرك معنى الصوم ولا يعلم بركة شهر رمضان، إنما ألفوا هذه العبادة واستقبالها في العام مرة عن الآباء والأجداد، فهم ينتظرون رمضان إنتظارا جميلا بريئا، بمفهومهم الذي ترسخ في عقولهم عن شهر رمضان، فتجد بعض الصور العالقة في عقولهم عن شهر رمضان أشبه بمغامرات ألف ليلة وليلة، وعندما تتحدث إلى أحدهم ينقل لك صورة مترسخة في عقله عن رمضان فمثلا من الأطفال من يعتقد أن رمضان شخص يأتي بالخير وعندما يقترب انتهاء الشهر الفضيل يعتقد أغلبهم أنه مات، ومنهم من يحمل في صدره طيات أخرى يربطها بالألعاب الخاصة بشهر رمضان مثل الفوانيس والأهلة المضيئة أو بعض القصاصات من الأوراق التي تلون بها عادة شوارع الحي، أو عبارة عن مجموعة مصابيح ملونة تتقلد أعمدة الشوارع، ومنهم من يربطها بالزيارات العائلية التي تتجمع في رمضان ويتجمع الأطفال بطبيعة الحال في بيت واحد ليبدأ موسم اللعب والفرح والمرح، حتى أن الأطفال يجبرون الأهالي على السهر لساعة متأخرة، ومن الاطفال من يربطه بأطباق خاصة من الطعام، وتواجد أصناف معينة من الطعام مثل "قمرالدين" وبعض الحلويات الخاصة بشهر رمضان أو تكثر في شهر رمضان، وبعضهم ينظر إلى رمضان السباق بعد الإفطار للمسجد والجلوس في المسجد إلى ساعات طويلة، وحتى انه في أواخر أيام رمضان تجدهم يعتكفون في المساجد مع ذويهم، وبعضهم ينظر إلى رمضان تلك الألبسة الخاصة التي تبلس ثم يطوف كل طفل بالحارة لاستدعاء اصدقاءه من أجل التسابق إلى الصلاة خلال النهار، والبعض يرى رمضان الصيام بمقياس اللسان، فعندما يلتقي الأطفال يفتح كل منهم فمه للآخر من أجل أن يثبت وجهة نظره فإذا كان أبيضا فهو صائم، ومنهم من يتباهى ويستعرض عضلاته أمام أصحابه بعدد الأيام التي صامها، وكيف تحمل العطش والجوع وصبر رغم أن الكبار قالوا له إذا جعت وعطشت تستطيع الإفطار؛ إنما أًصر على أن يكمل صيامه للمغرب، وآخرهم من يربط رمضان بقدوم العيد وألبسة العيد، ولكن تبقى صور رمضان في نظر الطفولة من المشاهد الرائعة التي تستمتع بها.