'' الصراع المسيحي الإسلامي في الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط'' عنوان المحاضرة التي ألقاها الدكتور علي خلاصي خلال الملتقى الذي نظمته جامعة حسيبة بن بوعلي بالشلف الذي تمحور حول ''الصراع بين العثمانيين والإسبان على حوض الغربي للبحر المتوسط ودور البحرية في الصراع'' استعرض خلالها المحاضر سلسلة الصراعات التي توالت على العالم الإسلامي عبر العصور. موضحا أن الصراع المسيحي الإسلامي لم يكن وليد عصور الحديثة أوالوسطى بل هونتيجة لصراع أبدي وأزلي بين حضارتين الشرقية والغربية، انطلاقا من الحرب التي دارت رحاها بين الفنيقيين والقرطاجيين ضد الرومان، ثم ما لبثت أن تواصلت تلك النزاعات بين البزنطيين والمسلمين، ولم يهدأ الإقليم الإسلامي ولم يعرف ساكنا حيث تعرض مرة أخرى إلى هزات عنيفة مع الوندال، وما عمق هوة التوتر بين الشرق المسلم والغرب المسيحي يقول ذات المحاضر انتصار المسلمين في الأندلس التي تم فتحها من قبل طارق بن زياد سنة 711 للميلاد انتهى بسقوط مدينة غرناطة سنة ,1492 ونظرا للضعف والوهن الذي كان يدب في جسد الدول المغاربية الثلاث السعدية والحفصية والزيانية واستقلال بعض الأمراء والمشايخ بمدن الساحلية للبحر المتوسط جعل تلك الدويلات تعيش حياة فوضى عارمة على جميع أجهزتها الأمر الذي أدى بالدولة الزيانية إلى وقوعها بين فكي الرحى ذلك راجع حسب المحاضر للمضايقات التي كانت تسببها لها جارتيها الحفصية بتونس والسعدية بالمغرب مما زاد الأمر تأزما وتعقيدا، وفي ذات السياق كشف خلاصي في معرض حديثه أن مدينة تلمسان قد قدمت خدمات جليلة لمدينة غرناطة الأمر الذي جعل القوات الإسبانية تصب جم غضبها على هذه المدينة وكل المدن الساحلية التابعة للدولة الزيانية والتي كانت محطات للمراكب الجهادية لإنقاذ ونجدة منكوبي الأندلس الذين فروا بحياتهم وبدينهم من محاكم التفتيش، مما جعل الإسبان يستولي على كل الدول الساحلية للجزائر، وخلص خلاصي في مداخلته إلى الظروف التي لجأ فيها الأهالي إلى الاستنجاد بالأخوين عروج وخير الدين وقبلهم السطان العثماني بيادزيد الثاني وسليم الأول وطلب الحماية منهما من الخطر المد الأجنبي على الجزائر.