في هجوم استباقي مباغت ،هاهي الروائية الواعدة”قومري إنصاف” تخوض معترك الورق في اشتباكات عنيفة بين الكلمة والحس ،بين شاعرية تحترق وخوف يسترق في رصد حسي لمفارقات كثيرة تعيش بين أسطر الرواية ،تلك الرواية التي أخبرتنا أنه بإمكاننا أن نقطع ونصل من جديد ،أن نتذكر وننسى فلنا قلب من حديد.إنها تصفية حسابات كثيرة ،بين الارتجاج العاطفي والصمود الفكري. “قومري إنصاف” ابنة مدينة مستغانم، متحصلة على شهادة ماستر في نظم المعلومات والتكنولوجيات الحديث ورئيسة مصلحة تسيير الأرصدة الوثائقية بالمكتبة الجامعية بمستغانم،لديها العديد من مشاركات في ملتقيات وطنية ودولية حول الوساطة الثقافية،تنمية المقروئية،ترميم المخطوطات،منهجية البحث العلمي،التنمية المستدامة وتسيير المكتبات، متحصلة على شهادة مشاركة في دورة تدريبية حول RDA تحت إشراف خبيرة من كندا في المعلومة الرقمية،و سبق لها التدريس بالجامعة خلال موسم 2016-2017 في مقياس تكنولوجيا المعلومات والتسيير الالكتروني للمعلومات،وهي أيضا عضو منتسب لمركز فاعلون للبحث في الأنتروبولوجيا والعلوم الاجتماعية والإنسانية بالجزائر،وممثلة مسرحية سابقة متخصصة في مسرح الطفل. عن الرواية جاءت الرواية تحت عنوان “كات” :النداء الأخير للمسافرين المتوجهين إلى بلد النسيان،تحتوي على 200 صفحة،وصدرت عن دار المثقف للنشر والتوزيع بولاية باتنة،وهي رواية من النوع الاجتماعي. بداياتي مع الكتابة “كات”،هي أول تجربة لي في مجال الساحة الأدبية كنص متكامل المبنى في صورته النمطية للرواية ، تجمع بين قوة الفكرة ورهافة الإحساس صدق المعنى و دقة تصوير الواقع . ليس لي خواطر من قبل أو محاولات للكتابة منذ صغري لكن دوما عقلي لايتوقف عن الكتابة كان ينقصني فقط جرأة القلم ، شيء من الإنخطاف السريع حدث لي مع الكتابة كانت شيئا من القضاء والقدر ،كيف كتبت الرواية نفسها على الورق هكذا دون حسابات ،وجدت نفسي تنساق نحو الجنون دخلت معترك الأحزان ،انسحبت من هذا العالم وعشت في مهجع الورق ، حتى أصبحت أصابعي السجين والسجان والقضبان . بنظري حتى تكتب يكفي أن يكون لك إحساس صادق حتى تستطيع ملامسة الحرف وجذب الكلمات إليك لتبني أفكار ستعيش كثيرا بعدك، أيضا لابد من وجود ثقافة واسعة بالنسبة لي إستفدت من حصيلة 2500 كتاب طالعته من سنة 2010-2018 في مجالات مختلفة جمعتها في هذا العمل الأدبي. مرجعياتي في الكتابة أعشق الأدب الرومانسي ،كما أميل إلى الكتابات الفلسفية التي تبحث في قضايا الوجود ،ايضا أستوحي من الفن التشكيلي كثيرا أفكار أكتب عنها بحيث أمارس نوعا من القراءة السيميولوجية للصورة ، بالنسبة للأسلوب يروقني واسيني الأعرج كثيرا في البساطة والحس المرهف ، أما نزار قباني فأعتبر كتاباتي إبنة شرعية له لمع بريق الصدفة بيننا باكرا. أبعاد الرواية هناك حضور بارز للموروث الثقافي نظرا لأن الأحداث في الرواية تدور بين ثلاثة بلدان “الجزائر تركيا ولبنان “ولك أن تتوقع ما تحمله هذه المعالم من جينات التميز من خلال تسليط الضوء على أغاني نوح الشاويات المألومات في إسقاط لوصف ظاهرة الهجرة المشروعة عن الوطن . في الميل الآخر نجد معالم إسطنبول الساحرة من خلال جماليات المناظر والتاريخ العريق الذي لازال يكتب . أيضا رقي فن بيروت نظرا لوجود شخصيات أبطال من هناك لتجسيد صورة العالم العربي . إضافة إلى وجود شخصية رئيسية بدور مخرج هنا فيه إسقاط لما يحدث في الكواليس من قطع ووصل وتنسيق للمشاهد وكأن حياتنا تشبه فوضى كواليس حتى تخرج المشاهد التي نعيشها في صورتها التي تظهر علنا . اضافة إلى البعد السياسي الذي يتجلى في الصورة النمطية للوطن بين مشاعر الاحتقان وغريزة التعلق وشغف الثأر منه إنها سكيزوفرينيا الموقف اتجاه الوطن لماذا حدث كل ماحدث وكيف حدث الذي حدث،سنرى الوطن بصورة أوضح . هناك أيضا مقاربات سوسيولوجية عن الفتاة التي تهاجر وكيف تتحمل مسؤوليتها وكيف يجب ان تصنع صورة نموذجية .هنا إما أن تفكر أو تحس علينا أحيانا تغليب طرف حتى نستمر . فيه بعد فلسفي أيضا من خلال الرؤية إلى الحياة بشكل مغاير لما نراه بشكل أعمق وأدق في التفاصيل التي تسكننا وتحركنا وتصنعنا ،بالنسبة لي أعشق الجانب الفلسفي المختلف المجنون في تصوير الأشياء. سنتحدث كذالك ولابد عن الحب كل شيء يحركه الحب ،حب الوطن حب الذات حب النجاح ثم يأتي دور الأفراد او الآخر في حياتنا،وكيف يجب أن نتعامل مع الرجل خاصة الشرقي بحكمة وتوازن نظرا لتأثير العلاقات في السلوك السوي للشخص. الحبكة الرواية تحكي قصة “جلنار” وهي فتاة جزائرية غادرت أراضي الوطن في ظل الأوضاع الغير مستقرة بحثا عن فرصة للعيش بعدما كانت فقط على قيد الحياة حملت أحلاما ورحلت إلى تركيا هنا سيحدث صراع داخلي في المطار بين الحنين والخوف والاستعداد للبداية لكن سترحل وستكون رحلة مليئة بالتشويق والانتصارات والهزائم في رحلة تحقيق الذات سنعالج قضايا عن الوطن ،الفرص ،الخيبات ،النجاح ،البدايات ،تأسيس الذات. أهدافي وطموحاتي أن أوفق في إيصال حس الكلمة للقارئ هو أهم ما أسعى إليه وأن تكون كتاباتي قيمة مضافة للأدب العربي . ترجمة الرواية إلى لغات أجنبية وتوزيعها في العالم لإيصال الفكر العربي أكثر . الفوز بمسابقة دولية أدبية . التحضير لعمل أدبي من صنف القصة بغرض التنويع أكثر. المشاركة في مختلف المعارض الدولية للكتاب.