أكدّ الخبير الطاقوي، مهماه بوزيان، أن استغلال الغاز الصخري في الجزائر، لا يشكل أي خطر أو ضرر على البيئة والمياه الجوفية، في حال ما تم احترام جملة من المعايير والتقنيات المتعلقة بهذا الجانب. وفي هذا الصدد، أوضح بوزيان في اتصال ل “الاتحاد” اليوم، قائلا “في سنة 2015 أسميت الحديث الذي انتشر حول استغلال الغاز الصخري بالأساطير السبعة، من بينها، اسطورة تلويث المياه الجوفية، وقدّمت آنذاك التوصيف التقني، حيث لا يمكن بأي حال من الأحوال حدوث أي تلوّث للمياه الجوفيّة، إذا ما تم تطبيق مخطط الهندسة التقني، واحترام مخطط الأشغال المصادق عليه من قبل ثلاث هيئات مستقلة، إضافة إلى احترام المعايير المنصوص عليها في القانون الخاص بهذا المجال”. وتابع المتحدث: “عملية الحفر تتم على مستوى 1800 متر إلى أزيد من 2 كلم، بينما طبقة المياه الباطنية تتواجد أعلى من هذا المستوى ب 1500 متر، وعليه وبالعودة لكل المعطيات الفيزيائية، الحديث على المساس بالحوض المائي وتلوّثه، هي مجرد افتراضات، لا أساس لها من الحقيقة التقنية والعلمية والفيزيائية”. * “ان لم نذهب لاستغلال الغاز الصخري سنقع في العوز الطاقوي” وفي هذا الإطار، دعا مهماه بوزيان، إلى ترك شركة سوناطراك تعمل لضمان الأمن الطاقوي للجزائر ولضمان امداد الاقتصاد الوطني بموارد العملة الصعبة، مشيرا في السياق نفسه، “إن لم نذهب لاستغلال الغاز الصخري قبل افاق 2027، سوف نقع في العوز الطاقوي ونصبح دولة مستوردة للطاقة”. لذلك يجب فتح المجال للجزائر لاستغلال مخزونها الهائل من الغاز الصخري، باعتبار أنها تحتل المرتبة الثالثة عالميا، أي ما يعادل 10 بالمائة من الاحتياطي العالمي للغاز الصخري القابل للاسترجاع، وهذا ليس بالأمر البسيط، لذلك من المؤسف جدّا ان يتم الترويج لكل هذه المغالطات التي تعرقل عملية الاستغلال، خاصة وأنه منذ سنة 2015 إلى يومنا هذا حدث تطور رهيب فيما يتعلق بعمليات التشقيق الهيدروليكي لاستغلال هذه الثروة. وعليه على الأسرة الوطنية، أن تفتح المجال لشركة سوناطراك والخبرة الجزائرية للقيام بأعمال التقييم، التي يمكن من خلالها التأكد إن كان هناك مواد مسرطنة، وان كان هناك فعلا تلويث للمياه الجوفية، لأن الجانب النظري يؤكد أنه لا توجد إمكانية لتلوث المياه الجوفية، أو حدوث أي ضرر بيئي اخر، كما يمكن من خلال هذه الابار التقييمية، تأكيد حقيقة ما تحوزه الجزائر من احتياطات الغاز الصخري القابلة للاستغلال. * “تجربة 2015 لم تكن للاستغلال إنما للقيام بأعمال تقييمية” أشار الخبير في شؤون الطاقة والنفط، أن تجربة الجزائر في مجال الغاز الصخري سنة 2015، والتي اجهضت للأسف، لم تكن للاستغلال، إنما كانت عبارة عن أعمال تقييمية للأحواض الجيولوجية الجزائرية، للتعرف أولا عن التقنية المستخدمة، وطبيعة المواد الكيميائية المستخدمة، وغيرها من الأعمال التقييمية التي ينبغي القيام بها قبل المرور إلى مرحلة الاستغلال الفعلي. وفي هذا السياق، أشار بوزيان، أن الجزائر لديها الخيار بين شركتين، لاستغلال احتياطها من الغاز الصخري، الذي يقارب 27 ألف مليار متر مكعب، الخيار رقم واحد هو الشركات الأمريكية، التي تمتلك التكنولوجيا والتقنية الكافية في هذا المجال. أما الخيار الثاني، فيكمن في الشركات الروسية، التي طوّرت أيضا تقنية تسمى بتقنية التكسير الحراري، لأنه لا يمكن استخراج النفط والغاز في سيبيريا باستخدام التشقيق الهيدروليكي الذي يستخدم فيه الماء، بحكم ان الماء يتجمّد، لذلك تم تطوير هذه التقنية التي لم تنضج بعد ولم تصل لمستوى التشقيق الهيدروليكي.