ينتهي يوم الأحد حظر استيراد وتصدير الأسلحة التقليدية الذي تفرضه الأممالمتحدة على إيران بشكل تلقائي، بموجب قرار مجلس الأمن 2231، ما يفتح صفحة جديدة أمام ايران التي اعتبرته "إنتصارا دبلوماسيا" وسط قلق غربي من استئناف طهران للأنشطة النووية البالستية.
وتمر يوم الأحد، خمسة أعوام على القرار 2231، الذي حدد رفع الحظر بموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران عام 2015، مع القوى الكبرى (الولاياتالمتحدة، بريطانيا، فرنسا، روسيا، الصين، وألمانيا)، المعروفة عامة باسم الإتفاق النووي الإيراني أو الاتفاق الإيراني والذي وضع إطاره القانوني قرار مجلس الأمن رقم 2231. وقالت وزارة الخارجية الإيرانية في تغريدة لوزيرها محمد جواد ظريف بموقع "تويتر": " إعتبارا من اليوم، كل القيود على نقل الأسلحة، والنشاطات المرتبطة بذلك، والخدمات المالية من جمهورية إيران وإليها، وكل المحظورات المتعلقة بدخول أو المرور عبر أراضي الدول الأعضاء بالأممالمتحدة، المفروضة على عدد من الإيرانيين والمسؤولين العسكريين، تم إنهاؤها بشكل تلقائي". هذا بينما اعلنت البعثة الإيرانية لدى الأممالمتحدة يوم السبت، إنهاء قيود السفر والسلاح المفروضة على البلاد على النحو الوارد في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 مبرزة أنه ابتداء من اليوم لم تعد الدول مطالبة بالحصول على موافقة مسبقة على أساس كل حالة على حدة من قبل مجلس الأمن الدولي للانخراط في الأنشطة الموضحة في الفقرتين 5 و6 (بي) من الملحق بي من القرار 2231، والتي تتضمن توريد أو بيع أو نقل أسلحة أو عتاد ذي صلة من إيران وإليها. وكانت الولاياتالمتحدة، التي انسحبت بصفة أحادية من الاتفاق عام 2018، قد طالبت خلال الأشهر القليلة الماضية، بتفعيل آلية "سناب باك" (العودة التلقائية للعقوبات) التي تتيح لأي من الدول الموقعة على الاتفاق النووي إعادة تفعيل العقوبات، بما في ذلك تمديد حظر الأسلحة الذي ينتهي اليوم، في حال لم تمتثل طهران للاتفاق. إلا أن الطلب لم يلق دعما وسط تأكيدات على أنه ليس من حق الولاياتالمتحدة إعادة تفعيل آلية في الاتفاق الذي انسحبت منه بالفعل وهذا في وقت رفضت إيران و الدول الكبرى الأخرى الأطراف فيه (روسياوالصينوبريطانياوفرنسا وألمانيا) اتباع نفس الخطوة الامريكية. بعد أن أعربت إيران عن ترحيبها بانتهاء حظر التسلح، الذي إعتبرته "انتصارا سياسيا" على واشنطن التي فشلت في تمديده، سارعت من جهة أخرى لتطمين حلفائها والمتخوفين من توجهها لاستئنافها الأنشطة النووية البالستية، مؤكدة أنها "لا ترى مكانا لأسلحة الدمار الشامل في عقيدتها الدفاعية". وهو الامر الذي عبرت عنه وزارة الخارجية الايرانية فجر اليوم مشددة على أن طهران " لا ترى مكانا لأسلحة الدمار الشامل في عقيدتها الدفاعية وأن رفع حظر التسليح سيسمح لها باستيراد وتصدير السلاح وإجراء التعاملات المالية المرتبطة بذلك وفقا لسياساتها الدفاعية، مشيرة إلى أن انتهاء الحظر يتم تلقائيا. كما جددت الجمهورية الاسلامية، بالمناسبة تأكيدها على أنه "بصفتها عضوا مسؤولا في المجتمع الدولي، تشارك في تجارة مشروعة، وفقا للقانون الدولي وعلى أساس مصالحها الوطنية، مع دول أخرى، بما في ذلك في مجال تجارة الأسلحة". وفي مسعى منها لوضع حد للعقوبات التي تحاول الولاياتالمتحدةالامريكية فرضها عليها دعت طهرانواشنطن إلى ضرورة "التخلي عن مقاربتها حيال القرار 2231، والعودة إلى التطبيق الكامل لالتزاماتها بموجب شرعية الأممالمتحدة، ووقف خرق القانون الدولي وتجاهل النظام الدولي، والتوقف عن زعزعة الاستقرار في منطقة غرب آسيا". غير أنها حذرت في هذا الشأن، من اتخاذ أي خطوة ضد رفع الحظر، معتبرة أن ذلك سيكون بمثابة "خرق مادي للقرار ولغايات خطة العمل الشاملة المشتركة مضيفة أنه في حال حصول ذلك، تحتفظ جمهورية إيران الإسلامية بحق اتخاذ أي خطوات مضادة ضرورية لضمان مصالحها القومية".