سببه جرثوم خاص مقاوم لأغلب المضادات الحيوية المتوفرة حاليا هذا ما جعل هذا المرض مازال يتظاهر إلى يومنا هذا وبقوة في بعض البلدان التي يعاني شعبها من قلة النظافة وهشاشة المسكن وسوء التغذية والاكتظاظ إضافة إلى غياب التلقيح. هو مرض معدي أي ينتقل من شخص لآخر عبر البصاق عند السعال أو العطس أو البصق على الأرض أو باستعمال الأدوات الشخصية للمريض،.. إلأخ وعدوى أي يصيب مجموعة من الأشخاص وأحيانا كل سكان المعمورة مع إنتقاله إلى المناطق المجاورة بسرعة نتيجة تنقل الأشخاص. لقد أودى هذا الداء الخطير بحياة الملايين عبر العالم في بداية القرن الماضي حيث كان لا وجود للمضادات الحيوية أنذاك ثم أصبح يتراجع شيئا فشيئا مع توسع إستعمال المضادات الحيوية ثم بفضل إنتشار التلقيح (B.E.G) الذي هو عبارة عن جرثوم كوك المسؤول عن الداء لكن دون مفعول أي ”مخفف” الذي يتم حقنه للشخص منذ الصغر حتى يسمح لجسمه بصناعة الأجسام المضادة لهذا الجرثوم والتي تتعرف عليه في كل المناسبات وتصبح كلها تعرض الدسم له من جديد لهذا يكون الجسم دائما على إستعداد لمحاربته ومقاوم له. عندما يضعف جسم الإنسان أثناء مرض ما أو عند نقص التغذية أو التعريض للبرد والحرمان،..إلخ تضعف هذه المقاومة ويتراجع عدد الأجسام المضادة للجرثوم فيصبح الشخص عرضة للإصابة بالمرض بسهولة. مرض السل لا يصيب الرئتين فقط بل مناطق عدة أخرى من الجسم، يمكن أن تصاب أيضا كالعظام، الكلى، الجهاز التناسلي أو الجهاز العصبي،...إلأخ وسرعان ما يتطور بتكاثر الجراثيم ليخلق مضاعفات يصعب الشفاء منها لهذا فإنه من المهم جدا تشخيص الداء بسرعة من أجل تفادي أولا إنتشار المرض وإصابة عدد أكبر وإنتقاله إلى مناطق أخرى وثانيا من أجل الشفاء بسرعة وعدم الإصابة بالمضاعفات الخطيرة وصعوبة الشفاء. نتعرف على داء السل بواسطة الأعراض الأولية كالعياء ونقص الشهية وتراجع الوزن وغيرها ثم في غياب التشخيص تظهر أعراض أخرى كأوجاع الصدر، سعال الدم أو وجود الدم في البول، الحمى، التعرق،...إلخ لكن تبقى الفحوصات الثنائية ضرورية كالأشعة وتحاليل البصاق. تبقى حدة علاج هذا الداء طويلة حيث تستغرق 6 أشهر وأحيانا أكثر بعدما يتم إكتشاف جرثوم السل في البصاق هذا ما يضمن الشفاء التام للمريض وعدم تعرضه للمضاعفات والآثار السلبية التي يتركها الداء في حالة عدم متابعة العلاج بجد وصرامة.
