يشن المغرب حملة جديدة لتشويه صورة الجزائر لدى جيرانها من الأفارقة، يزعم فيها أن الجزائر فاوضت الاتحاد الأوروبي وقبضت منه مبلغ 3 ملايير أورو، مقابل منع المهاجرين السريين الأفارقة من عبور المتوسط والذهاب إلى أوروبا، في مسعى لتحريض الدول الإفريقية بمعية رعاياهم، خصوصا من دول الجوار، ضد الجزائر وتشويه صورتها لدى شعوب القارة السمراء. يقوم المغرب بحملة جديدة ضد الجزائر لتشويه صورتها لدى شعوب القارة السمراء، باستغلال هذه المرة معاناة المهاجرين الأفارقة، حيث أفادت مواقع إلكترونية في مالي موالية للمغرب بأن الجزائر شرعت في حملة "اصطياد" ضد المهاجرين الماليين الموجودين فوق أراضيها، واتهمت الجزائر بأنها تتعامل مع هؤلاء المهاجرين بطريقة غير إنسانية ولا تحترم حقوقهم، بل ذهبت إلى القول إن"75 مهاجرا ماليا رمتهم الجزائر في الصحراء دون أكل ولا ماء". أبعد من ذلك، زعمت بعض هذه المواقع الإلكترونية بأن الجزائر قبضت ثمنا لذلك من دول الاتحاد الأوروبي الذي منحها، حسب زعمها، "3 ملايير أورو من أجل قيام الجزائر بمنع وصول المهاجرين الأفارقة إلى الضفة الأوروبية"، دون أن تقدم أي إثباتات حول هذه الادعاءات التي تندرج في سياق حملة تحريضية جديدة لتشويه صورة الجزائر بإيعاز من المخزن الذي يريد تأليب الرأي العام في الجارة الجنوبية ضد الجزائر. فمتى كان الاتحاد الأوروبي يقدم ملايير تحت الطاولة!؟ وضمن هذه الزاوية المخزنية جاءت اتهامات رئيس المجلس الأعلى للجالية المالية في الخارج، محمد الشريف حيدرا، للجزائر بشنها حملة ضد الرعايا الماليين، داعيا حكومة بلاده للتدخل لدى الجزائر لوقف هذه التعاملات التي وصفها ب"اللاإنسانية"، متهما الجزائر بحجز المهاجرين الماليين في مراكز اعتقال أدت إلى حدوث وفيات بينهم". وهدد المتحدث بالخروج إلى الشارع في مالي للتنديد بهذه الأعمال إذا لم تتدخل السلطات المالية لدى نظيرتها الجزائرية، وذكر في هذا الصدد بأن عددا كبيرا من الأفارقة من بينهم 1100 رعية مالية يتعرضون لمعاملة سيئة في الجزائر. ودعا محمد الشريف حيدرا الجزائر إلى "احترام الاتفاقيات الدولية واحترام حقوق المهاجرين"، حسب زعمه، في خطاب مأجور خدمة لمطالب المخزن المتغلغل ماليا في العديد من التنظيمات الجمعوية الطفيلية في مالي لخدمة أجندته، على غرار حملة التشويه التي مست مصلحة الإعلام للأمم المتحدة التي اخترقت من قبل المخابرات المغربية، حيث نشرت بها مداخلات بعد تحريفها، تخص مجريات المداخلات خلال اللجنة الرابعة حول تصفية الاستعمار، إذ قامت مصلحة الصحافة التابعة لمنظمة الأممالمتحدة بتحريف تصريحات متدخلين أعربوا عن مساندتهم للقضية الصحراوية وذهبت إلى حد إسناد تصريحات موالية للمغرب إلى موقعين على عريضة لم يكونوا قد تدخلوا بعد، على غرار نشرها تصريحات مسندة لرئيسة المنظمة غير الحكومية الأمريكية "وسترن صحارا فوندايشن"، سوزان شولت، المناضلة لصالح القضية الصحراوية، مفادها أنها تعتبر بأن "مشروع الاستقلال الذاتي بالمغرب هو أفضل وسيلة لضمان سعادة أكبر عدد من الصحراويين". والأخطر من ذلك أن المصلحة ذاتها نشرت، يوم الخميس، تصريح موالاة للمغرب لممثل جبهة البوليزاريو لدى الأممالمتحدة، أحمد بوخاري، في حين أنه لم يتناول الكلمة خلال أشغال اللجنة الرابعة. وندد رئيس اللجنة الرابعة الفنزويلي، رفائيل داريو راميزاز كارينو، ب"خطورة هذا التزوير ودعا مصلحة الصحافة لتحمل مسؤوليتها"، معتبرا أنه "من الخطير" إسناد تصريحات لشخص لم يتناول الكلمة بعد، مشيرا إلى ما وقع مع السيد بوخاري. وأوضح السيد بوخاري أن "تصور التغطية في حد ذاته تمت إثارته" خلال اللجنة الرابعة، مضيفا أن الأمر يتعلق ب"بانزلاق مخطط له من طرف هذه المصلحة التي يطغى عليها أعوان المخابرات المغربية الذين ذهبوا إلى أقصى حد من التزوير بإسنادي تصريحات موالية للمغرب، في حين أنني لم أتناول الكلمة"، ما يكشف أن الجارة الغربية تشن حملة مسعورة لتشويه صورة الجزائر خصوصا في القارة الإفريقية، في سياق ما يسميه المخزن تحقيق اختراق دبلوماسي في معاقل الدول الداعمة لمواقف الجزائر.