جاءت الجزائر في الرتبة 136 وقبلها المغرب في الرتبة 135، في التصنيف العالمي لحرية الصحافة ضمن التقرير السنوي الذي نشرته منظمة مراسلون بلا حدود اليوم الأربعاء. وكشف التقرير الذي عرض الجزء الخاص منه بمنطقة شمال إفريقيا في تونس، أن الجزائر تنتمي إضافة إلى تونس والمغرب وليبيا إلى منطقة توصف فيها وضعية حرية الصحافة بالأسوأ، وانتقد ما وصفه استمرار الخطوط الحمراء كالفساد أو صحة الرئيس واحتكار الإشهار العمومي في الجزائر كعقبة في وجه حرية الصحافة، وأشار إلى قضية قطع الإشهار العمومي على صحيفة الفجر، وعدم إطلاق مشروع حق الحصول على المعلومة. وبحسب التقرير فان "الجزائر والمغرب واصلتا تراجعهما في التصنيف العالمي لحرية الصحافة، بفقدان كل منهما مركزين مقارنة بتصنيف السنة الماضية"، وأشار إلى استمرار حبس الصحفي سعيد شيتور منذ شهر جوان 2017 على " خلفية شبهات حول بيعه وثائق مصنفة سرية لدلبوماسيين أجانب وحالته الصحية مقلقة". وتعرف موريتانيا أعلى مستوى من التراجع في المنطقة بسبعة عشرة نقطة إلى الرتبة 72 إثر اعتمادها قانونا يعاقب بالإعدام بتهمة المس بالمقدسات والردة، حتى في حالة التوبة، لكنها تبقى مع ذلك الأفضل في منطقة شمال إفريقيا، فيما استقرت تونس التي تأتي في الرتبة 97 ضمن منطقة توجد فيها الصحافة في وضع حساس. وأشار التقرير إلى أن "حراك الريف في المغرب بين جملة من الصعوبات التي تعترض الصحفيين المحليين والأجانب الذين حاولوا تغطية الحراك الاجتماعي أو معالجة مواضيع تعتبر محظورة"، مشيرا إلى موجة القمع التي مست الصحفيين الذين غطوا المظاهرات الشعبية بين شهري ماي وجويلية 2017، حيث تم اعتقال 14 صحفيا وسجلت حالات طرد لصحفيين أجانب". وتطرق التقرير إلى ما اعتبرها ضغوطا إدارية تمارس على الصحفيين التونسيين والأجانب في تونس، وفي ليبيا وصف التقرير وضع حرية الصحافة بالأخطر، واعتبر ليبيا من أكثر البلدان خطورة فيما يتعلق بممارية الصحافة، وسجلت منظمة مراسلون بلا حدود منذ عام 2011 332 حالة انتهاك في حق الصحفيين مشفوعة بالإفلات من العقاب، مشيرا إلى أن الأوضاع الأمنية لا تمكن المراسلين من العمل، وأغلبهم يمارس العمل الصحفي من المنفى. وفي إفريقيا لاحظ التقرير تحسنا طفيفا لحرية الصحافة مقارنة ب2017، مشيرا إلى أن القارة الإفريقية تعرف وضعيات متباينة وتضاف الانقطاعات المتكرّرة للانترنت، خاصة في الكاميرون التي تحتل الرتبة 129 وجمهورية الكونغو الديمقراطية 154، بسبب أشكال جديدة من الرقابة في هذه المنطقة، مضيفا أن رحيل ثلاث من أشدّ أعداء الصحافة في إفريقيا فتح عهدا واعدا للصحافيين في زمبابوي وأنغولا وغامبيا التي تقدّمت بواحد عشرين رتبة الى 122. ووضع التقرير تركيا ومصر في الرتبة 161 واصفا إياهم" بالدول المستبدة والتي سقطت في رُهاب الإعلام إلى درجة تعميم الاتهامات بالإرهاب ضدّ الصحافيين وسجن غير الموالين منهم اعتباطيا".