يلتحق تلاميذ الابتدائي، اليوم، بمدارسهم بعد حوالي سبعة أشهر من الانقطاع، لتوقّع بذلك وزارة التربية أصعب دخول على الإطلاق، على وقع استمرار تفشي كورونا، وواقع يحتّم ضرورة التعايش معه، تبنّاه كل الشركاء الاجتماعيين بالنظر إلى الضرورة البيداغوجية الملحة لإعادة المتمدرسين إلى وضع هو في الحقيقة غير عادي، لكنه على الأقل يضمن سلامتهم في إطار بروتوكول وقائي صارم، فيما يبقى التنسيق قائما مع لجنة فورار لمتابعة تفشي الوباء، حيث عكفت مصالح الوزير واجعوط على إعداد مخطط تربوي "بديل" في حال تعقّد الوضعية الصحية واحتمال تعليق الدراسة من جديد. تواجه وزارة التربية، بداية من اليوم، اختبارا هو في الحقيقة تحد للمشككين في جاهزية المؤسسات التربوية لاستقبال التلاميذ، أو المتخوفين من ارتفاع منحنى عدد الإصابات بكورونا من جديد، وما يشكله من خطر على صحة وسلامة المتمدرسين، حيث ستفتح أبواب الابتدائيات بعد حوالي سبعة أشهر من الغلق، لتوقيع دخول مدرسي مختلف عن سابقيه بامتياز، استمراره متوقف على استقرار الوضعية الصحية، حيث انتهت مصالح الوزارة من إعداد مخطط تربوي بديل، يرتكز أساسا على التعليم عن بعد، موجود حاليا على مستوى مجلس الوزراء، يتم اللجوء إليه في حال ارتفاع منحى عدد الإصابات من جديد وإقرار السلطات إجراءات استثنائية في هذا الإطار. وفي هذا السياق، أعدّت مصالح الوزارة تنظيما تربويا استثنائيا في هذا الطور. فبالنسبة لنظام الدوام الواحد، فإن المخطط قائم على العمل في فترتين صباحية ومسائية، دون تناوب، ويتميز باعتماد التفويج، حيث يقسم كل فوج تربوي إلى فوجين، مع الاحتفاظ بنفس توقيت الأستاذ، ويكون العمل بالتناوب بين الفوجين كل يومين خلال الأسبوع ذي خمسة أيام والتناوب كل أسبوعين، إضافة إلى تقليص تناسبي في الحجم الساعي لكل مادة بالتركيز على التعلمات الأساسية، وبتوقيت عمل أسبوعي لكل نصف فوج ب14 ساعة. أما بالنسبة للمدارس التي تعمل بنظام الدوامين، فتقرر اعتماد المخطط القائم على العمل في فترتين صباحية ومسائية بتناوب كل فوج بين الفترتين، حيث يتميز باعتماد التفويج إلى فوجين فرعيين مع الاحتفاظ بنفس توقيت الأستاذ، سواء اللغة العربية أو الأمازيغية أو الفرنسية، والعمل بالتناوب بين الفوجين كل يومين خلال الأسبوع ذي ستة أيام والتناوب كل أسبوعين مع تقليص تناسبي في الحجم الساعي والتركيز على التعلمات الأساسية لكل مادة، وتم تحديد توقيت العمل الأسبوعي لكل فوج ب11 ساعة. من جهته، شدد وزير التربية، محمد واجعوط، عشية الدخول، على حتمية التعايش مع كورونا والتكيف مع الوضعية الصحية، مشيرا إلى أنه من الضروري استئناف الدراسة حضوريا بالقدر الممكن والحجم الزمني المتاح. وذكّر المسؤول الأول عن القطاع بالبروتوكول الوقائي الصحي للدخول المدرسي 2020-2021، محذّرا من أي تقاعس في تنفيذ كل ما جاء فيه من إجراءات وقائية في مختلف المحطات، من حيث العمل على تطهير كل مرافق المؤسسة التعليمية وتهيئة فضاءاتها بما يضمن التباعد الجسدي وحركة التلاميذ في اتجاه يجنّب الاحتكاك بين التلاميذ، مع تهيئة قاعات الدراسة وتنظيم الطاولات، وتوفير كل المستلزمات من أقنعة واقية ومطهر كحولي وصابون سائل ومقياس الحرارة، في سياق دقة توزيع المهام على مختلف العناصر المتدخلة في تطبيق البروتوكول الصحي وتفعيل دور خلية اليقظة. وأمر في هذا الإطار بالتطهير اليومي لكل مرافق المؤسسة بعد خروج التلاميذ وتهوية القاعات، مع استغلال كل منافذ المؤسسة، وضرورة التعامل بحكمة أمام حالة الاشتباه في إصابة أحد التلاميذ وعدم تهويلها والتقيّد الكامل بالإجراءات المنصوص عليها في هذا الشأن، مذكرا في ذات الموضوع على ضرورة التكفل بالجانب النفسي للتلاميذ من طرف مستشاري التوجيه والإرشاد المدرسي والمهني. وتطرّق أيضا إلى ضرورة توفير التأطير التربوي لكل مادة وفي كل مستوى وكل مرحلة تعليمية، والحرص على تواجد التأطير الإداري بما يضمن السير الحسن للمؤسسة التعليمية والعمل على إيصال الكتاب المدرسي إلى التلميذ، وذلك بتسريع عملية بيعه وكذا توزيعه على المستفيدين منه مجانا، مع متابعة كل العمليات الخاصة بفتح المطاعم المدرسية وتوفير النقل المدرسي بالتنسيق مع السلطات المحلية وضمان متابعة كل العمليات المرتبطة بالتضامن المدرسي أو منحة 5000 دينار ومختلف اللوازم المدرسية، والحرص على توزيعها لمستحقيها في أحسن الآجال.