تلعب سهرة اليوم الأربعاء، بداية من الساعة الثامنة، ثاني مواجهة عن ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بين مانشستر سيتي الإنجليزي ومضيفه باريس سان جيرمان الفرنسي على ملعب حديقة الأمراء في مواجهة خاصة، على جميع الأصعدة. أجمع الكثيرون على أن الصراع " التشمينزليغ " لن يخرج عن سياقه الكروي والفني، بين جارين خليجين لكل واحد منهما تصور مختلف عن الآخر بخصوص مستقبل الكرة الأوروبية، كما سيكون الأول من نوعه بين السيتي الإمارتي وسان جيرمان القطري منذ 2017 وبالتحديد عقب إنهاء الإمارات وحلفائها حصارا دام ثلاث سنوات كاملة على قطر التي تعد أول دولة عربية ستستضيف نهائيات كأس العالم في 2022. وقال سايمون تشادويك أستاذ الرياضة الأوراسية في جامعة إي أم ليون الفرنسية: "برغم انخفاض درجة الحرارة الجيوسياسية، لا تزال الرهانات عالية". في ظل الملكية الخليجية، ارتقى الفريقان إلى مستويات غير مسبوقة، على وقع اتهامات مستمرة ب "تلميع الصورة" وانتهاكات لحقوق الانسان. وأضاف تشادويك: "استثمرت الدولتان الكثير من الناحية المالية، وسيكون بلوغ نهائي دوري الأبطال بمثابة عائد هام لهذا الاستثمار". وتابع: "في الوقت عينه، هناك فوائد كثيرة متعلقة بالسمعة والصورة سترتبط بتحقيق الفوز، وبالطبع الزعامة الخليجية ستكون على المحك" في تصريحات نقلها موقعا قناتي" الحرة الأمريكية" و" فرانس 24". وأردف قائلا: "ربما تكون العداوات قد تلاشت إلى حد ما، لكن المعركة على الريادة الخليجية ستبقى مستمرّة"، وفيما تقلّصت الآثار المرئية للمقاطعة، إلا أن العلاقة لا تزال باردة بين الدوحة وأبو ظبي". ويسعى الخليفي بقوة لقيادة سان جرمان إلى لقبه الأول في المسابقة القارية الأولى، بعد بلوغه نهائي الموسم الماضي والخسارة ضد بايرن ميونيخ الألماني بهدف دون رد، على غرار سيتي المهووس والمتعطش بلقب قاري. وقال الخليفي إنه يريد "تعزيز دور رابطة الأندية الأوروبية صاحبة الصوت الشرعي للأندية في أوروبا". بدوره، رأى الباحث في الرياضة الخليجية رافايل لو ماغورييك أن فشل الدوري السوبر يظهر الفارق في طريقة تفكير الدوحة وأبو ظبي حيال المشهد الرياضي العالمي". مواصلا الحديث: "لا تسعى أبو ظبي لإغواء لاعبي عالم الرياضة كما تفعل الدوحة، ما يفسّر عدم تردد سيتي في كسر النظام السائد في الكرة الأوروبية". وأضاف تشادويك: " إن قطر اختارت دوما نهجا أكثر توافقا مع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم فيما كانت علاقة سيتي تصادمية" مع الويفا". وقال:" نظريا، لا ينبغي على ويفا تفضيل أي دولة أو ناد على آخر. لكن، يشعر المرء أن نفوذ قطر داخل ويفا تعاظم جراء فشل الدوري السوبر" وفق وكالة الأنباء الفرنسية. ويرى مصطفى قادري الخبير الإقليمي أن الخلاف حول الدوري السوبر قد ينسحب على الظهور الإعلامي للاعبين على هامش مباراة الأربعاء، في مواجهة وُصفت على وسائل التوصل الاجتماعي بمباراة النفط والغاز".