ينتقد كثيرون من العرب موافقة القائمة العربية الموحدة في كيان الصهيوني، على الانتماء لحكومة تفرض احتلالا عسكريا على أشقائهم الفلسطينيين في الضفة العربية وحصارا على قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس، في خطوة غريبة قام بها رئيس التشكيلة منصور عباس، قادت إلى تشكيل ائتلاف حكومي يصعد باليميني المتطرف نفتالي بينيت إلى رئاسة وزراء الدولة العبرية.ويهدف هذا التحالف الفريد إلى الإطاحة ببنيامين نتانياهو من الحكم بعد قرابة 12 عاما من بقائه في المنصب. كانت لحظة تاريخية عندما وقف منصور عباس السياسي الإسلامي من الأقلية العربية في الأراضي المحتلة، أمس، مبتسما إلى جوار نفتالي بينيت، الزعيم اليهودي من اليمين المتطرف وحلفائه بعد لحظات من الموافقة على توليه رئاسة الوزراء. ساعد اشتراك الطرفين في هدف الوقوف في وجه رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، في دفع منصور عباس إلى المسرح السياسي يوم الأربعاء إذ حقق الفصيل الإسلامي الصغير أغلبية بسيطة للأحزاب اليهودية التي تأمل في عزل نتنياهو أطول رؤساء الوزراء بقاءً في السلطة في الكيان الصهيوني. وستصبح القائمة العربية الموحدة أول حزب ينتمي للأقلية العربية التي تمثل 21 في المائة من سكان الكيان الصهيوني يشارك في حكومة الكيان الصهيوني. ولم تحصل الحكومة بعد على موافقة برلمانية. ائتلاف هش ونحى عباس (47 عاما) جانبا خلافاته مع نفتالي بينيت رئيس الوزراء المقبل في الحكومة الجديدة والزعيم السابق لتنظيم كبير للمستوطنات اليهودية وأحد المدافعين عن ضم معظم الضفة الغربيةالمحتلة. ويقول عباس الذي يعمل طبيب أسنان، إنه يأمل في تحسين أوضاع المواطنين العربن الذين يشكون من التمييز وإهمال الحكومة لهم. وقال في رسالة إلى أنصاره بعد توقيع اتفاق الائتلاف مع بينيت وزعيم المعارضة يائير لابيد، إن فصيله قرر الانضمام للحكومة "من أجل تغيير توازن القوى السياسية في البلاد". وقالت القائمة العربية الموحدة إن الاتفاق يقضى بتخصيص أكثر من 53 مليار شيكل (16 مليار دولار) لتحسين البنية التحتية والتصدي لجرائم العنف في المدن العربية. وأضافت، أن الاتفاق يتضمن أيضا بنودا لتجميد هدم البيوت التي بنيت دون تراخيص في قرى عربية ومنح بلدات البدو في صحراء النقب، والتي تعتبر معقلا للدعم الإسلامي، وضعا رسميا. وقال عباس إنه عندما تتأسس الحكومة على دعم الفصيل العربي فإنه سيتمكن من التأثير فيها وتحقيق إنجازات للمجتمع العربي. وينتمي عباس لبلدة المغار القريبة من بحيرة طبرية والتي يتألف سكانها من المسلمين والدروز. وحزبه هو الجناح السياسي للفرع الجنوبي من الحركة الإسلامية في الكيان الصهيوني التي تأسست في العام 1971 وترجع أصولها إلى جماعة الإخوان المسلمين. وقبل إقرار اتفاق الائتلاف طلب عباس موافقة مجلس شورى الحركة الإسلامية، الذي سبق أن وجه تصويت الحزب في البرلمان في قضايا حقوق المثليين وقضايا أخرى. كان حزب عباس قد انشق عن التحالف العربي الرئيسي في البلاد المحتلة وهو القائمة المشتركة قبل انتخابات 23 مارس وذلك بعد أن نادى دون أن يحقق أي نجاح بالعمل مع نتانياهو وفصائل يمينية أخرى لتحسين الأوضاع المعيشية للعرب. انتقادات وينتقد كثيرون من العرب نهج عباس ويتساءلون كيف له أن يبرر الانتماء لحكومة تفرض احتلالا عسكريا على أشقائهم الفلسطينيين في الضفة العربية وحصارا على قطاع غزة الذي تحكمه حركة حماس. وقال سامي أبو شحادة عضو القائمة المشتركة إن حزب عباس غير بشكل جذري مسلكه السياسي التاريخي بالانضمام إلى بينيت وقيادات يمينية أخرى ووصف ذلك بأنه "جريمة كبيرة جدا". وأضاف أن بينيت كان رئيسا لمجلس "يشاع" الذي يمثل مظلة للمستوطنين وأن تأييد من وصفهم بأنهم خطرون معناه أن عباس اختار الوقوف مع اليمين المتطرف في المستوطنات "ضد مصالح شعبنا". وكان عباس قد أوقف مفاوضات الائتلاف بصفة مؤقتة خلال القتال الذي استمر 11 يوما بين الكيان الصهيوني ومتشددين في غزة الشهر الماضي والذي تسبب أيضا في حوادث عنف بين اليهود والعرب في الأراضي المحتلة.