عمد عشرات الأشخاص، أغلبهم نساء وأطفال صغار، منتصف نهار اليوم الخميس، إلى إغلاق الطريق المؤدي إلى مدينة عين الترك غرب ولاية وهران، للمطالبة بالسكن. وقد تسببت هذه الحركة الاحتجاجية "المفاجئة" في تشكل طوابير ضخمة من السيارات والحافلات المتوجهة إلى هذه المدينة الساحلية التي تعرف توافدا كبيرا للمصطافين بداية من مساء الخميس من كل أسبوع، بالإضافة إلى سكانها الذين يقصدون مدينة وهران أو يعودون منها إلى منازلهم. ورفع المحتجون مطلب الاستفادة من السكن الاجتماعي، وهذا بعد انتشار أخبار توزيع سكنات على أصحاب ملفات التنقيط والمقيمين في السكنات الهشة في هذه المدينة، وهذا بمناسبة التنقل المعلن عنه للوزير الأول أيمن بن عبد الرحمن في الأيام القادمة إلى وهران للإشراف على توزيع أكثر من 27 ألف سكن من مختلف الصيغ على المستفيدين والمكتتبين. ولم تحدد السلطات الولائية لوهران الحصة الموجهة لإسكان المقيمين في الهش والفوضوي في مدينة عين الترك، التي تعتبر من أضعف دوائر الولاية استفادة من البرامج السكنية. وذكرت مصادر محلية ل"الخبر" أن أغلبية المحتجين الذين قطعوا الطريق اليوم على مستوى حي "سان روك" في المدخل الشرقي لمدينة عين الترك، يقيمون في بنايات فوضوية في مختلف أحياء المدينة، وأكثريتهم من الوافدين حديثا عليها. وكان حي بلقايد التابع لبلدية بير الجير، قد شهد إسكان 162 عائلة مقيمة في حي "الفلاليس" القصديري، في منطقة كانت تأوي قبل سبع سنوات فقط ست عائلات. وخلفت العملية احتجاجات تدخلت إثرها الشرطة، انتهت بتوقيف أكثر من 40 شخصا. كما توجه بعض المقصيين من الاستفادة إلى البيت الجديد الذي استفادت منه سيدة كانت تقيم معهم الحي الفوضوي، واعتدوا عليها بالضرب. ما تطلب نقلها إلى المستشفى، ويتهمونها بأنها "تلاعبت" مع أعضاء في بلدية بير الجير لإقصائهم من الاستفادة.