شدّد مثقفون وأساتذة جامعيون ونشطاء، على أن جريمة قتل جمال بن سماعيل الشنيعة، لا يجب بأي حال من الأحوال أن تستعمل كذريعة لإثارة الانقسامات والكراهية. وأورد الموقعون الذين يظهر من بينهم أسماء معروفة، أن الأسئلة الكثيرة التي من بينها: لماذا تحترق عدة مناطق منها منطقة القبائل؟ لماذا قتل جمال بن سماعيل ببشاعة؟ لماذا يفتقر المرضى إلى الأكسجين؟ لماذا تجف الحنفيات؟ لها ما يبررها لكن ليس هذا هو الوقت المناسب لطرحها. وأوضح البيان، أن أولوية الجزائريين الوحيدة اليوم والآن، هي مواصلة ما بدأوا في بنائه، مشيرا إلى أن مواطنين عاديين وجنود ورجال إطفاء وحراس غابات يحاربون الحرائق المشتعلة في الغابات، وهم في عملهم هذا إنما "يبنون شعبًا موحدًا، ويخلقون رابطًا اجتماعيًا ويعطونه معنى". وأبرز البيان أن هؤلاء الناس ينظمون أنفسهم في شبكات، بين من يقدم الأموال والمجوهرات والغذاء والوقت وحتى الدعاء، مؤكدا على أن الجزائريين أعادوا استثمار أرضهم التي يعيشون فوقها، وكسروا الجهوية والقبلية والعروشية، ووضعوا جانبا كل خلافاتهم ومعتقداتهم وانتماءاتهم الإيديولوجية". وأضاف : "إن الجزائريين يثبتون لأنفسهم وللآخرين أنهم قادرون على رفع أنفسهم بأنفسهم، وبهذا ينتهي وقت الدولة الريعية وتوزيع العلاوات من أجل شراء السلم الاجتماعي ويأتي وقت الدولة الاجتماعية". وذكر البيان أن الجزائريين يخاطرون اليوم بحياتهم في مواجهة الحرائق أينما كانوا، ويحاربون الظلم أينما كان، فلا شيء –حسب الموقعين- يمكن أن يبرّر الجريمة البشعة التي ارتكبت في لربعا ناثإيراثن بولاية تيزي وزو ولا يمكن أن نجد لمقترفيها عذرا، فالانتقام نقيض العدالة. وتابع البيان: "نؤكد أن هذا العمل الشنيع لا يجب بأي حال من الأحوال أن يستعمل ذريعة لإثارة الانقسامات ونشر الكراهية وثقافة الانتقام، وإذا كانت الأولوية اليوم هي لإطفاء الحرائق ومحاربة مشعليها، فإنه من الضروري الإسراع من أجل قطع الطريق أمام مثيري الفتن والانقسامات". وخلص إلى أن "هذه الجريمة الشنيعة ستواجه بالطريقة نفسها التي تواجه بها الحرائق: التضامن والوحدة بين الجميع". ومن بين الموقعون نجد الباحث في علم الاجتماع ناصر جابي والسياسية زوبيدة عسول والمؤرخ حسني كيتوني وأساتذة العلوم السياسية شريف دريس ولويزة آيت حمدوش ومحمد هناد ورئيس جمعية راج عبد الوهاب فرصاوي والمحامي مصطفى بوشاشي والحقوقي سعيد صالحي والمحامي نور الدين بن يسعد وغيرهم.