دعت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس، إلى ضرورة إعادة الاعتبار للدور التاريخي الذي لعبته هذه المنظمة الخيرية غير الحكومية إبّان ثورة التحريرية المجيدة، باعتبارها ساهمت بقوة في تدويل القضية الوطنية عبر المحافل الدولية، مذكّرة بأنه لابد من تجاوز النظرة إلى نشاط هذه المؤسسة وحصرها فقط في العمل الخيري وقفة رمضان. وشددت بن حبيلس، أمس، في ندوة صحفية نشطتها بمنتدى «المجاهد» بالعاصمة، بمناسبة إحياء اليوم العالمي لتأسيس الهلال والصليب الأحمر الدوليين وتخليدا للشهيد عمر حسان بوكلي، أول رئيس للهلال إبّان الثورة، على ضرورة عدم حصر مؤسسة الهلال الأحمر في العمل التضامني والتبرع وقوافل المساعدة فقط، بل يتطلّب الأمر إعطاءها مكانتها التاريخية التي لعبتها في معركة تحرير البلد من الاستعمار خاصة وأن الكلام عن ذلك يتزامن مع الذكرى ال72 لمجازر 8 ماي 1945، معتبرة أن ميلاد الهلال انبثق عن مؤتمر الصومام 20 أوت 1956 الذي دعا لإنشاء جمعية إنسانية وطنية. وأوضحت المتحدثة في هذا الإطار، أنّه فعلا لا يمكن إنكار الدور الخيري والإنساني للهيئة باعتبارها الذراع الإنساني للدولة، كما لا يمكن إغفال دورها الريادي في خدمة الثورة ودعمها، معتبرة أن تقديم يد العون والمساندة للآخرين لا يمكن التنصّل منه، فهو سلوك لا زال مستمرا إلى غاية اليوم وأحسن مثال على ذلك جهود الأعوان والمتطوعين لخدمة الرعايا واللاجئين الأجانب بمن فيهم السوريون والأفارقة دون نسيان اللاجئين الصحراويين بتندوف. ونوّهت بالمناسبة بالتضحيات التي قدمها الشهيد حسان بوكلي، إبّان الثورة على رأس الهلال الأحمر سنوات الخمسينيات، واتصالاته الحثيثة لافتكاك اعتراف اللجنة الدولية للهلال والصليب الأحمر الدوليين، عبر الرسالة التي بعث بها للجنة بتاريخ 14 مارس 1957، كما أشارت لنشاطه الدائم من أجل تدويل القضية الجزائرية بمجلس الأمن بالأمم المتحدة. وعلى الصعيد القاري والدولي، طالبت بن حبيلس، بمناسبة هذه الذكرى كافة النشطاء عبر مختلف الفعاليات الخيرية والإنسانية إلى توحيد صفوفهم والعمل على إقناع الحكومات العربية بتكريس الجانب الإنساني أكثر ببؤر النزاع والتوتر عبر العالم العربي والعالمي والتكفل باللاجئين جراء مخلّفات الحروب، مناشدة اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي إلى التحرك العاجل للنّظر في قضية المعتقلين الفلسطينيين المضربين عن الطعان بالسجون الإسرائيلية، وإرسال بعثات للاطلاع على أوضاعهم. ومن جهتها، أثنت ممثلتا اللجنة والفدرالية الدوليتين للهلال والصليب الأحمر الدوليين، بالمسيرة الايجابية التي بذلها الهلال الأحمر في تكريس العمل الخيري التضامني منذ تأسيسه سنة 1956، وهو ما ازداد تطورا وارتقاء بعد ذلك ليشمل حتى خارج التراب الوطني في الكوارث والأزمات. حيث أكدتا على مواصلة جهود التعاون والتنسيق على كافة المستويات للارتقاء أكثر بسياسة التضامن والتكافل لفائدة الشعوب. للإشارة، كانت الندوة التي بادرت بها جمعية «مشعل الشهيد» فرصة لفتح نقاش للضيوف والمشاركين على غرار زهير احدادن، والأكاديمي محمد لحسن زغيدي، والإعلامي السابق بيومية المجاهد كمال بوسوسة، الذين قدموا شهادات حيّة عن مسيرة الفقيد وتضحياته الكبيرة من أجل الاستقلال.