سجلت بلدية سي مصطفى التابعة لولاية بومرداس، مشايع تنموية هامة خلال السنوات الخمس الأخيرة، مكّنتها من تحقيق قفزة نوعية في الخدمات التنموية المقدمة للسكان، إلا أن مشاريع هامة بقيت تراوح مكانها بسبب إخفاقات العنصر البشري في التسيير وغياب العقار أو قلة الأغلفة المالية المرصودة لذلك. انتقل عدد من سكان بلدية سي مصطفى، شرق ولاية بومرداس، من 12 ألف نسمة خلال عام 2012 إلى 17 ألف نسمة خلال 2017، لاسيما بعد ترحيل مئات العائلات من ولاية الجزائر في سياق القضاء على البيوت القصديرية، وهو ما جعل نسبة البطالة تقفز من 10 بالمائة سنة 2012 إلى 12 بالمائة خلال 2017، حسبما يوضحه رئيس المجلس الشعبي البلدي محمد بوعزيز، الذي أشار إلى عجز كبير في تقديم الخدمات الصحية، وطالب بفتح عيادة متعددة الخدمات، لاسيما على مستوى حي 1588 مسكنا، مع تسجيل نقص في المرافق الرياضية الشبانية بسبب هذا التوسع السكاني، إلى جانب نقص ملحوظ في النقل المدرسي والمطاعم المدرسية، حيث أشار إلى وجود 5 ابتدائيات ومطعمين اثنين فقط، مع تقديم وجبات باردة في بقية المدارس، علما أنه يسجل توقف مشروعين اثنين لإنجاز متوسطة ومجمع مدرسي، ورفع طلب لفتح مطعمين آخرين. دعا المتحدث إلى إعادة النظر في المخطط الحضري للبلدية، بما يمكن من تهيئة محطة برية، تزامنا مع ازدياد المواقف العشوائية وسط المدينة، مما يسبب الازدحام ومشاكل مع الأمن الحضري في عدة مرات، كما ركز على أهمية فتح طريق اجتنابي آخر للبلدية باتجاه العاصمة، وآخر باتجاه ولاية تيزي وزو، إذ تسجل البلدية مدخلا واحدا يعرف اكتظاظا كبيرا، حيث رفع المجلس الشعبي البلدي للجهات المعنية في هذا الشأن، طلب فتح ممر بجهة وادي سبيري، وهو المقترح الذي تمت دراسته وتعيين المقاولة المكلفة بالإنجاز، في انتظار الغلاف المالي المخصص لذلك. وسيعمل فتح الممرين على تخفيف الضغط المروري الكبير المسجل حاليا بوسط المدينة، ناهيك عن مشروع إعادة مراجعة المخطط البلدي بما يحسن من خدمات النقل والتنقل من وإلى سي مصطفى.. عموما، سجلت بلدية سي مصطفى نسبا ملحوظة من التنمية المحلية، حسنت بموجبها الإطار المعيشي للسكان، ومنه نسب الربط بمياه الشرب التي انتقلت من 60 بالمائة سنة 2012 إلى 95 بالمائة في 2017. كما ارتفعت نسبة الربط بقنوات الصرف الصحي من 50 بالمائة إلى 90 بالمائة، ناهيك عن نسب الربط بالهاتف والأنترنت التي ارتفعت هي الأخرى من 40 بالمائة إلى 65 بالمائة، كما تحسنت نسبة الربط بغاز المدينة التي انتقلت من 50 بالمائة إلى 90 بالمائة، مع الإشارة إلى بقاء مسافة 06 كلم بقريتي بوظهر ومشيري، حيث تم ربط 700 عائلة بهذه الطاقة، في انتظار استكمال المسافة المتبقية التي هي قيد الدراسة. سجلت نسبة الربط بشبكة الغاز الطبيعي هي الأخرى ارتفاعا ملحوظا، حيث انتقلت نسبة الربط من 60 إلى 100 بالمائة، مع الإشارة إلى أن البلدية جددت قنوات الصرف الصحي كلية بالمناطق الحضرية والريفية. كما تم ربط آخر المداشر بالكهرباء كلية، مع تركيب العدادات ومحولين للضغط العالي، وهو ما سمح بعدم تسجيل أية انقطاعات في التيار الكهربائي حتى في أوقات الذروة خلال الصيف المنقضي. وبالرغم من النسب الجيدة لمشاريع التنمية المحلية بالمنطقة، إلا أن شكاوى المواطنين تزايدت بشكل كبير، حيث سجلت العهدة الانتخابية الحالية قرابة 12 ألف شكوى بمعدل يقارب 200 شكوى شهريا، تتعلق في مجملها بالربط بالغاز الطبيعي ومد قنوات الصرف الصحي والإنارة العمومية وطلبات السكن... وغيرها. يذكر أن العهدة الانتخابية الحالية للمجلس الشعبي البلدي ببلدية سي مصطفى في بومرداس، لم تسجل أية انسدادات، ما عدا اختلالات طفيفة تخص التأخر في سير العمل التنموي بالمنطقة، مردّه حسب رئيس المجلس إلى نقص التكوين والتأطير للعنصر البشري المشرف على شؤون التسيير.