تعتبر منطقة كابادوكيا من أكثر المناطق جذبا للسياح من ربوع العالم، لاسيما عشاق التاريخ والجيولوجيا، يتوافد عليها السياح من مختلف دول العالم خلال الموسم الشتوي، نظرا لميزتها الطبيعية في هذا الفصل، فبعدما تكسي الثلوج جبالها بالثوب الأبيض، تزيد من مناظرها الخلابة جمالا.. أفضل وسيلة للاستمتاع بمشاهدتها هي ركوب المنطاد عند شروق الشمس، الوقت الذي تلون فيه السماء بألوان فسيفسائية جميلة. "وادي الحب" هكذا يطلق بعض السياح الاسم على تلك المنطقة الساحرة، فعند ارتفاع المناطيد في السماء سواء كنت داخل أحداها أو مجرد متأمل من إحدى تلك التلل، يشعرك ذلك بالأجواء الرومنسية مع شروق الشمس، والهدوء في الأفق برياح لا تتعدى 10 كيلومترات في الساعة، كل ما تسمعه هو لهيب نيران المناطيد في السماء، حيث ارتأى سكان تلك المنطقة الترويج لسياحتهم بفضل تلك الوسيلة التي أبعدت تفكير السائح بأن تركيا لا تحوز إلا على معالم تاريخية مملة التجوال، وإنما يمكن استغلال تفاصيلها والجمع بين المتعة والاستكشاف، من خلال التأمل من أعالي السماء فيما خلقه الله. للاستمتاع بجولة بالمنطاد، ما على السائح إلا التوجه إلى الجنوب الغربي من المدينة الكبرى مدينة قيصري، التي توفر للمسافرين المواصلات الجوية بمطاراتها والبرية بمحطاتها وسكتها لتربطها بأنقرة واسطنبول. فنادق من وحي الطبيعة.. ما يزيد من سحر تلك المنطقة، الفنادق الفريدة من نوعها المختفية وسط الجبال، تصاميمها من الصخور أخذت شكل جبال عرفت بالكهوف، كل اسم من أساميها يحمل اسما آخر وهو "الكهف"، تشعر النازل فيها بعطلة مميزة داخل أكواخ بسيطة بتصميم مختلف عما نشاهده في المدن الكبرى، لكن في نفس الوقت يغمر المبيت فيها بالدفء والأجواء الرائعة وتجربة مميزة وجميلة، استطاع مديروها بالحفاظ على أصالة المكان دون تهميش الرفاهية والخدمات الراقية لفنادق من خمسة نجوم. ولعل أفضل فترة لزيارة تلك المنطقة؛ فصل الشتاء، فهي منطقة بمناخ جاف لا تطل على البحر، وبذلك أكثر ما يمكن القيام به خلال العطلة هو الاستمتاع بالهدوء، واكتشاف سحر الطبيعة والتأمل في تاريخ الشعوب التي استوطنت كابادوكيا، إلى جانب ممارسة المشي أو التخييم والصعود في المناطيد، دون نسيان الاستمتاع بالأكلات الشعبية التقليدية لتلك المنطقة التي تقدم وجبات تبقي الجسم دافئا وبكامل نشاطه.
