تدهور الوضع الأمني بشكل مفاجئ في العاصمة الليبية طرابلس، إثر اندلاع معارك دامية في محيط مطار معيتيقة في الضاحية الغربية خلّفت مقتل عشرة أشخاص وعشرات المصابين. وأكدت حكومة الوفاق الوطني الليبية في بيان أصدرته أمس، أن المعارك اندلعت صباح أمس، بعد إقدام مجموعة مسلحة على مهاجمة المطار المذكور مما أدى إلى تسجيل هذه الحصيلة الدامية، تم نقل جثامين القتلى إلى مستشفى المدينة دون أية توضيحات حول ما إذا كانوا من المدنيين أو عناصر المليشيا المكلفة بحماية هذا الموقع الاستراتيجي. وأكدت مصادر أمنية ليبية أن المواجهات استخدمت فيها المدرعات والأسلحة الثقيلة التي سمع دويها من مدينة تاجورة الواقعة على بعد 30 كلم الشرق من العاصمة طرابلس. واضطرت السلطات الليبية على إلغاء الرحلات الجوية من هذا المطار الذي كان يضمن رحلات شركة الخطوط الجوية الليبية إلى مصر والسودان وتونس والأردن. يذكر أن مطار معيتيقة منشأة عسكرية تضم سجنا كبيرا وقاعدة دفاع جوية قبل تحويله إلى مطار مدني بعد قرار السلطات الليبية غلق مطار العاصمة طرابلس، بعد تعرض أرضيته لقصف مدفعي سنة 2014 مما حال دون هبوط الطائرات الكبرى فيه. وكشفت مصادر قوات «الردع» المكلفة بحماية هذه القاعدة الجوية أن المجموعة المسلحة شنت هجومها بنية تحرير عناصر إرهابية من مختلف التنظيمات المسلحة ومهربين كبار يوجدون في سجن القاعدة الذي يضم بداخله أكثر من 2500 سجين. يذكر أن قوة الردع مليشيا عسكرية مشكلة أساسا من إسلاميين سلفيين غير جهاديين موالين لحكومة الوزير الأول، فايز السراج حيث يقوم عناصرها بدور الشرطة في العاصمة طرابلس وملاحقة العناصر الإرهابية وخاصة المنضوين تحت لواء تنظيم الدولة الإسلامية «داعش». ونددت حكومة الوفاق الوطني الليبية في بيان أصدرته أمس، بما أسمته ب«هجوم تم التخطيط له مسبقا» مما وضع حياة المسافرين وأعوان أمن الطيران المدني في خطر الموت، مما استدعى إجلاءهم بمجرد احتدام المواجهات في نفس الوقت الذي تم فيه تحويل رحلات الشركة الليبية إلى مطار مصراتة على بعد 200 كلم شرق العاصمة الليبية الى حين استعادة الأمن في محيط مطار مدينة معيتيقة. وقال نصر الدين شايب العين، رئيس مصلحة الطيران المدني أن إغلاق هذا المطار يبقى مؤقتا لدواع أمنية ونحن في انتظار توقف المعارك وتأمين المطار من جديد لاستئناف حركة الملاحة الجوية. وذكر مصدر أمني تمكن عناصر الأمن الليبي من إلقاء القبض على عدد من المهاجمين وتمكنها من بسط سيطرتها على المطار المستهدف دون توضيح ما إذا كانت المعارك قد انتهت بشكل فعلي. وتعد هذه اعنف المواجهات التي يعرفها هذا المطار الاستراتيجي في العاصمة الليبية رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي تفرضها قوات الجيش الليبي في حرب غير معلنة بين مختلف المليشيات لبسط سيطرتها عليه لكونه القلب النابض للرحلات الجوية الى ليبيا.