عقدت الولاياتالمتحدة وحلفاؤها المعنيون بالأزمة في شبه الجزيرة الكورية بمدينة فانكوفر الكندية أمس، اجتماعا لبحث الموقف من الملف النووي الكوري الشمالي، وسط احتمالات بفرض مزيد من العقوبات على بيونغ يونغ لردعها عن مواصلة أبحاثها النووية. وعُقد هذا الاجتماع برعاية مشتركة من وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند ونظيرها الأمريكي ريكس تليرسون، حضره مسؤولون عسكريون ممثلون لحوالي عشرين دولة، وقاطعته روسيا والصين. يُذكر أن مجموعة فانكوفر تضم بالإضافة إلى الولاياتالمتحدة وكندا، دول فرنسا والمملكة المتحدةواليابان وكوريا الجنوبية، وعددا من دول جنوب شرق آسيا. ولا يُستبعد أن تصدر المجموعة بيانا مشتركا يتضمن بالأساس فرض حصار بحري على كوريا الشمالية في مياه بحر اليابان، بالإضافة إلى فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية على هذا البلد؛ من أجل إرغامه على الرضوخ لشروطها؛ بدعوى نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية. ولكن مقاطعة روسيا والصين هذا الاجتماع ستشكل في نظر الكثير من المتتبعين للملف النووي الكوري الشمالي، ضربة قوية لمصداقية العقوبات التي تريد الولاياتالمتحدة تمريرها بالنظر إلى العلاقات المتميزة التي تقيمها موسكو وبكين مع كوريا الشمالية. ولم يفوّت وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف المناسبة، ليوجه انتقادات حادة باتجاه المشاركين في اجتماع المدينة الكندية. وقال إن الأمريكيين وحلفاءهم يريدون فرض مواقفهم بتبنّي سياسة الأمر الواقع وسياسة الوعيد؛ في تجاهل واضح لحقيقة العالم متعدد الأقطاب. والمؤكد أن التوقيت الذي عُقد فيه اجتماع فانكوفر يُعد تشويشا مقصودا على لقاءات وفدي الكوريتين في المنطقة العازلة بين، والرامية إلى إذابة الجليد الذي علق بعلاقاتهما الثنائية، وإعادة بعث المفاوضات المتوقفة بين الأختين العدوتين منذ سنة 2015. وهو ما يستشف من تصريحات وزير الخارجية الامريكي، الذي أكد عشية لقاء المدينة الكندية، على ضرورة ممارسة مزيد من الضغوط على بيونغ يونغ لإرغامها على وقف برنامجها النووي. وهو ما يفسر التصعيد الذي عرفته اللهجة الكورية الشمالية تجاه التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكي حول "الزر النووي الأمريكي الأكبر"؛ حيث أكد الرئيس ترامب أنه يضع إصبعه فوقه؛ في تلميح واضح إلى أنه لن يتوانى في الضغط عليه للرد على أي تهديد كوري شمالي. وأكدت مصادر كورية شمالية أمس، أن هذا التصريح المتعجرف هو تصريح "شيطاني"، و«نباح كلب مسعور"؛ في رد على أن بيونغ يونغ لا تخشى مثل هذه التهديدات، وأنها قادرة على الرد عليها وبنفس سياسة الردع النووي التي يستدعيها الموقف. يُذكر أن العلاقات بين بيونغ يونغ وسيول عرفت تطورات إيجابية نهاية العام الماضي، سمحت بإعادة الاتصالات الهاتفية العسكرية والمدنية بين قيادتي البلدين وزيارات الأسر التي شتّتتها الحرب الكورية سنة 1953.