نظّم سكان قرية تيزي عامر ببلدية عين الزاوية (جنوب ولاية تيزي وزو)، وعدة "استشي" أمس الجمعة، وهذه العادة الراسخة في أوساط السكان، تنظم بالتنسيق بين الجمعية الثقافية ولجنة القرية، ومن شأنها إعانة فقراء ومعوزي المنطقة، من خلال جمع أموال التبرعات وتوزيعها على المحتجين، مع إتاحة إمكانية إطعامهم. وتعتبر لجنة قرية تيزي عامر، أن إحياء هذه المناسبة التي تصاحب شهر أوت من كل سنة، أضحت عادة مرتبطة بحياة السكان الذين يشتركون في إحيائها، من أجل إعانة ودعم الفقراء والمحتاجين، حيث يتم اقتناء الأضاحي التي يتم نحرها وتحضير طبق الكسكس بالمرق، حيث يتناول الجميع من الوعدة، ويقدّم المواطنون من ضيوف والزوار، تبرعات يتم منحها للعائلات المحتاجة، حتى يتسنى لها توفير مستلزماتها تحسبا لعيد الأضحى والدخول المدرسي. وتسهر القرية مع حلول شهر أوت على تنظيم هذه الوعدة التي يترقبها الفقراء والمعوزون بفارغ الصبر، حيث ينالون حصة من المال ينفقونه لإعانة عائلاتهم، ما من شأنه إدخال الفرحة إلى قلوب العائلات، ومثل هذه العادات تزيد من توطيد العلاقات وتعزّز أواصر المحبة والتعاون، كما أنّها تقوي البعد الإنساني حيث أنها فرصة يلتقي فيها الجميع . ويستغل سكان القرية هذه المناسبة لتخليد بعض العادات مثلا خروج العروس الجديدة لأول مرة للتعرف على الأهل والأقارب، وكذا يتم إخراج المولود الجديد، ليتقاسم سكان القرية الأفراح فيما بينهم، في جو حميمي تسوده المحبة والتسامح، كما يتم تكريم التلاميذ الناجحين في مختلف الامتحانات تشجيعا لهم على تحقيق المزيد من النجاحات في الأفق، هذا إلى جانب تكريم الفرق الرياضية. وتشجع هذه العادة شباب القرية على العمل على تقديم صورة جميلة عن القرية، من خلال مباشرة حملات التنظيف للطرقات ووسط القرية، حيث يستعدون من كل النواحي لاستقبال الضيوف وكذا لإعطاء صورة أفضل للزوار سيدي عامر ، التي تتميز بالتنظيم في إطار تحقيق المنفعة العامة.
