أكد وزير الطاقة الأسبق شكيب خليل، وجود العديد من البدائل الاقتصادية لتجنيب البلاد الأزمة الحالية والخروج نهائيا من التبعية للمحروقات، بتنويع الاستثمارات والرهان على مستقبل يعتمد أساسا على الثروة السياحية والطاقة الشمسية، والعمل، كخطوة أولى، على تحسين القدرة الشرائية للمواطن بتغيير الطريقة الحالية المعتمدة في دعم المواد الغذائية وبعض الحاجيات الأخرى. ألقى الوزير الأسبق للطاقة شكيب خليل، زوال أمس الأول بقاعة حديقة التسلية وسط مدينة سطيف، محاضرة بعنوان "النموذج الاقتصادي للخروج من التبعية للمحروقات" بدعوة من التجديد الطلابي الوطني لجامعة سطيف، عرض فيها أهم المحطات الاقتصادية التي مرت بها البلاد منذ فجر الاستقلال، وتبنتها جميع الحكومات التي تعاقبت على قصر الحكومة طيلة هذه الفترة. وأكد شكيب خليل أن التحديات التي تنتظر الجزائر في الوقت الراهن، تكمن في ضرورة تنويع الاستثمارات خارج المحروقات، وتحسين القدرة الشرائية للمواطن، وحماية الفئة الهشة في المجتمع؛ من خلال تغيير طريقة الدعم الحالية للمواد الغذائية وبعض الحاجيات الأخرى وتعويضها بدعم نقدي مباشر يسد احتياجاتها، بضبط بطاقية دقيقة لهذه الفئة، ومسك سجل خاص بها بالتنسيق مع مختلف المصالح. وأوضح ذات المتحدث أن الخزينة العمومية لا تستفيد من أي دينار في العديد من القطاعات الاستراتيجية، على غرار الفلاحة والخدمات والصيد البحري والصناعة. كما أن السوق الموازية تعمل خارج القانون، وهو ما يحرم الدولة من كتلة نقدية هائلة، وأن الحل لاسترجاع هذه الأموال يكون عن طريق تقنين قانون لفرض ضرائب مباشرة على تجار السوق الموازية، مع تغيير العملة لاسترجاع الأموال الضخمة الموجودة حاليا خارج سلطة البنوك والخزينة. وفي هذا السياق طالب شكيب خليل بتوحيد تسعيرة صرف العملة الصعبة، وجعلها نفسها في البنوك والسوق الموازية مع إنشاء مكاتب الصرف كما هو معمول به في كل الدول، منتقدا السياسة المتبعة في تحصيل الضرائب والتأخر الكبير في الرقمنة التي تساعد وحدها بنسبة 25 بالمائة، في النمو، مضيفا أن ثروات الجزائر في عدة مجالات غير مستغلة، ومنها الثروة السياحية؛ هذه الأخيرة يكفي أن الطبيعة وحدها وهبت الجزائر جميع العوامل لأن تكون بلدا سياحيا بامتياز. وبخصوص مصير منظمة أوباك بعد انسحاب قطر منها، أكد شكيب خليل أن ذلك لا يؤثر إطلاقا على سير المنظمة؛ كون دولة قطر لا تنتج سوى 600 ألف برميل يوميا من مجموع 30 مليون برميل لدول المنظمة.