أشرف وزير المجاهدين الطيّب زيتوني، أمس الإثنين، بالجزائر العاصمة، على تكريم الفائزين الأوائل في مسابقة جائزة أول نوفمبر 1954 لسنة 2018، نظير الأعمال التاريخية والفنية والثقافية الإبداعية التي قدّموها في تمجيد ثورة التحرير المجيدة وبطولاتها الخالدة، مؤكدا أن هذه الجائزة التي رسّخها رئيس الجمهورية، هي بمثابة حافز وتشجيع كبيرين لكتابة وتدوين التاريخ وأرشفته وتخليده، وحماية الذاكرة التاريخية للأمة لفائدة الأجيال القادمة. وأوضح زيتوني، خلال افتتاحه لحفل تكريم الفائزين المعنيين بهذه المسابقة في طبعتها ال23 بالمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 بالأبيار، بحضور أعضاء من الحكومة، ووالي العاصمة، ومسؤولي هيئات وطنية وتاريخية وجمعيات المجتمع المدني، إلى جانب شخصيات تاريخية، أن هذه المبادرة "الشجاعة" والقيّمة اتجاه الفنّانين والكتّاب والمبدعين في تمجيد مآثر الثورة التحريرية المباركة، تعكس الإرادة الجماعية القوية في تدوين وتوثيق التاريخ الوطني من جهة وصون الذاكرة التاريخية للأمة وتخليدها. وأضاف الوزير، أن الرسالة القوية وراء تنظيم هذه الجائزة المتعلقة بأغلى مناسبة تاريخية على قلوب الجزائريين (الفاتح نوفمبر 1954)، تكمن في السعي إلى إقناع كافة أفراد الشعب لاسيما الشباب بأهمية المساهمة كل حسب طريقته، في تخليد مآثر وبطولات الثورة المظفّرة وبواسلها من المجاهدين والشهداء الذين ضحّوا بالنّفس والنّفيس من أجل استرجاع الاستقلال والحرية، مشيرا إلى أن ذلك كفيل بتجميع رصيد تاريخي ثري تنهل منه الأجيال. وحي الوزير بالمناسب الفائزين الستة في هذا الحدث التاريخي البارز نظير أعمالهم التي تقدموا بها من ضمن 37 عرضا، معبّرا عن أمله الكبير في أن تكون هذه الأعمال وغيرها رصيدا إضافيا في تخليد بطولات ملاحم ثورة نوفمبر وتمجيد أبطالها التاريخيين. وإذ أبرز عزم الوزارة على مرافقة مثل هذه الإسهامات التاريخية والثقافية إلى جانب المهتمين بها، من أجل إثراء الرصيد الأرشيفي الخاص بحرب التحرير المباركة ومحطاتها التاريخية الكبرى، اعتبر السيد زيتوني، هؤلاء الفائزين الذين وصفهم بالمبدعين "أهل الإبداع والقوة النابضة في الأوطان ورمز من رموز ازدهارها وتألقها"، قائلا: "في هذا الصدد إن تكريمهم نظير جهودهم يعد أمرا واجبا لكونهم أبدعوا بكل تألق ونالوا شرف المساهمة في إحياء الذاكرة التاريخية للأمة. كما ثمّن نفس المسؤول جهود الأساتذة الذين شكّلوا لجنة التحكيم "وكانوا عونا وسندا للفائزين في المسابقة، حيث تضاف جهودهم ضمن البحوث والدراسات الخاصة بموضوع الذاكرة، الى مساعي تكريس المبادئ الثورية التي ضحت من أجلها قوافل الشهداء البواسل"، موضحا، أن مسألة التكفّل بكتابة التاريخ والحفاظ على الذاكرة، تعد رسالة حضارية سامية تنهض بها وزارة المجاهدين بمشاركة كافة الهيئات من كتاب ومؤرخين وباحثين من أجل جمع الأرشيف ونشر مضامينه. وشملت قائمة الفائزين الستة المكرمين في 6 تخصصات فنّية، إبراهيم عبد المومن، من ولاية تلمسان، عن عمله في البحث التاريخي بعنوان محمد العربي بن مهيدي، قائد المنطقة التاريخية الخامسة (1954-1956)، إلى جانب علي بعيطيش من ولاية الجلفة، في الشريط الوثائقي عن عمله المعنون ب"خنساء الجلفة"، وآمال صديقي، من ميلة في مجال القصة عن عملها بعنوان "شظايا الموت"، والعياشي جايلي من باتنة في مجال الرواية بعمل معنون "رحلة الصمت"، وكذا صالح نصار من الجزائر العاصمة في ميدان المسرحية عن عمل بعنوان "بفارق وطن"، وأخيرا محمد شاوش، من سكيكدة في مجال الشعر بعمل عنونه "أم البواسل". وتم منح كل هؤلاء الفائزين شهادة تقديرية ودرع وزارة المجاهدين، إلى جانب جائزة مالية بقيمة مليون دينار (100 مليون سنتيم). كما تم في الأخير أخذ صورة تذكارية للفائزين رفقة الوزير زيتوني، وأعضاء الحكومة الذين حضروا الحفل، ويتعلق الأمر بوزير الاتصال جمال كعوان، ووزير التعليم العالي والبحث العلمي طاهر حجار، ووزير الثقافة عز الدين ميهوبي، والقائد العام للكشافة الإسلامية الجزائرية محمد بوعلاق، ورئيس المتحف الوطني للمجاهد مصطفى بيطام، وأعضاء لجنة التحكيم. من جهتهم عبّر المتفوقون في هذه الجائزة عن فرحتهم الكبيرة بهذا التكريم الذي اعتبروه حافزا كبيرا لمضاعفة جهودهم في مجال الاهتمام بتخليد تاريخ الثورة وإثراء الذاكرة الوطنية، بالقيام بالمزيد من الأعمال الفنّية والابداعية اعتزازا بتاريخ الجزائر الثوري.