ينظم قسم اللغة العربية وآدابها، التابع لمعهد اللغات والآداب للمركز الجامعي "أحمد بن يحي الونشريسي" بتيسمسيلت، الملتقى الوطني الثاني ل«الهوية والسرد: بين الأنا والآخر"، يومي 18 و19 مارس المقبل بقاعة المحاضرات. جاء في إشكالية الملتقى الوطني الثاني تحت عنوان "الهوية والسرد: بين الأنا والآخر"، أن الدراسات الأدبية والنظريات الفلسفية أولت أهمية كبيرة لموضوع الهوية، ولعل الدراسات بول ريكور تعرض أهمها، حيث ربط الهوية بالأدب عامة، وبالسرد تحديدا، مبرزا علاقة السرد بالحياة في دينامكيتها وحركيتها، فالحياة الفارغة لا يمكن سردها، والحكاية تدور حول حياة مركزها الدوران والمغامرة وعدم الثبات بشكل تحيل فيه الذات إلى الآخر. ومنه تعلن الهوية حضورها المتميز والخاص داخل تفاصيل الواقع اللغوي النصي، حيث لا تكاد تنفلت من قبضة اللغة والكلام، لتصنع جزءا من إحداثيتها الماهوية، وبين الكلام المجسد والقراءة تتولد فكرة التحقيق الخارق لوجودية الأنا، في ظل صراعاتها الممكنة وعوالمها المختزلة لأنطلوجيا النص. هذا التفكك الذي يطرح إشكالية الصراع بين الهويات المتشكلة والرهانات الدلالية في نسقها التأويلين، يصنع بدوره المفارقة ويرفع الوهم عن الهمينة السلطوية على فكرة النموذج وأحادية الهوية. كما أن الترهين الدلالي ينتهك نشوة الارتباك في الإعلان عن جدوى الأنا والآخر داخل الفضاء السردي، ويحجز مكانا واسعا لكل الهويات المتعارضة، حيث يصبح مسرحا تتصارع فيه الذوات السردية، وتتعارض فيه قيمة الأنا داخل الهوية الجمعية والجماعية. كل هذه العوالم المنفصلة والمتصلة في الوقت نفسه، تبحث عن التخلي لصياغة الذات وصياغة العالم، في ممارستها التخيلية والخيالية، لتؤكد على فعل البقاء بكل وعي وإدراك للكينونة السردية، وتصر على السردية التاريخية في إطارها الوضعي بكل حوافزها الأنثربولوجية. ومن خلال ما سبق، يعلن معهد اللغات والآداب عن ملتقى فكري يحاور كل التحولات القيمية للموضوع المقترح. سيتم خلال الملتقى، معالجة عدة محاور، تتمثل في؛ إشكالية الهوية وصراع الأنا والآخر في السرد. الأبعاد المختلفة لمفهوم الهوية انطلاقا من الرؤى والتوجهات الفلسفية القديمة والراهنة. استراتيجية السرد بين الهوية الفردية والهوية الجماعية. بور ريكور وعلاقة الذات بالآخر. الهويات القاتلة ونقدها داخل الهويات السردية للفكرة. السرد وتشكل الهوية: قراءة في نماذج روائية. والهوية وإشكالية التأويل الإيديولوجي.
