عادت مظاهر فوضى التجارة إلى أحياء وشارع باش جراح، بعد أن أزيلت مظاهرها في الأشهر الماضية، على مدار ساعات اليوم، بسبب عودة النشاط التجاري الموازي الذي فرضه التجار غير الشرعيين، الذي لم يكتفوا بالأرصفة ومداخل العمارات، بل وبجزء من محطة نقل المسافرين المجاورة، الأمر الذي أدخل الجهات المختصة في كر وفر معهم، رغم المطاردات التي تقوم بها مصالح الأمن يوميا. في هذا السياق، أعرب أغلب السكان عن استيائهم من الواقع الذي آلت إليه شوارع الحي، حيث بات من الصعب جدا على المواطن، التنقل بين ما يعرض من سلع بطريقة فوضوية، ناهيك عن الروائح المنبعثة من النفايات المتراكمة هنا وهناك، دون الحديث عن مخلفات الباعة عند رحيلهم مساء، مما جعل المكان يشهد أقصى درجات التلوث، غير مبالين بالخطر الذي قد يلحق بالبيئة من جهة، وبصحة المواطن من جهة أخرى. بالموازاة، يلاحظ الزائر للبلدية، إقبالا منقطعا النظير على السلع المعروضة، خاصة الحساسة منها، على غرار اللحوم، الحليب، الأجبان والعجائن التي باتت تعرض في الهواء الطلق، وأحيانا يتم عرض سلع منتهية الصلاحية، رغم الخطر الصحي الذي تشكله، بحجة تدني الأسعار، خصوصا أن هؤلاء التجار غير معنيين بدفع الضرائب أو الرسوم في ممارسة تجارتهم. يناشد سكان حي باش جراح السلطات المعنية، التدخل العاجل من أجل القضاء على التجارة الموازية، التي استفحلت وبشكل ملحوظ على مستوى المنطقة، بسبب حالة الاكتظاظ والفوضى التي تشهدها المنطقة طيلة ساعات النهار، جراء تزايد عدد التجار الفوضويين بشكل ملفت في الآونة الأخيرة. من جهة أخرى، أعرب البعض الآخر من المواطنين بنفس الحي، عن تعاطفهم مع هؤلاء الباعة الفوضويين، مؤكدين بالقول "إن العيب ليس في هؤلاء الذين يجرون وراء لقمة العيش، بعدما سدت كل الأبواب في وجوههم، بل العيب في السلطات المعنية التي لم تخصص لهم مكانا لمزاولة نشاطهم التجاري". في نفس السياق، أكد لنا "محمد"، أحد الباعة الشباب بالمنطقة، كان يعرض حقائب يد على الرصيف، أنه ملّ من هذه الوضعية التي لا ترضي أحدا، وأن هذه الحالة أصبحت كابوسا يوميا بالنسبة له، وطالب من جهته، السلطات المعنية بإيجاد حل لهذه الوضعية، وتخصيص مكان يحتويه هو وأمثاله، ليكون مصدر رزق لهم، يغنيهم عن المعاناة اليومية التي يعيشونها، إضافة إلى الهروب اليومي من أعين الشرطة بسبب المطاردات اليومية.