* email * facebook * twitter * google+ لا زالت ألعاب القوى الجزائرية في طريق استعادة أمجادها، ويبدو الرهان صعبا، على حد قول مدير الفرق الوطنية عبد الكريم صادو، الذي قال في حواره مع "المساء"، إنه لا زال أمام هذه الرياضة بكل اختصاصاتها، سنين أخرى، لاقتطاف ثمار العمل الذي ينجز حاليا في القاعدة. ❊ أشدتم في آخر تصريحاتكم للإعلام الرياضي بالعدائين لفيلف وبولجاج التابعين لجيجل، وقلتم إن هذه الولاية تحولت إلى قطب جديد في ألعاب القوى، فأين يكمن تألقهما خلال هذه السنة؟ — أردت أن أقول، إن هذين الرياضيين هما نتاج العمل الكبير الذي ينجز على مستوى منطقة جيجل، التي تحولت إلى قطب جديد لألعاب القوى في بلادنا، على غرار ولايات برج بوعريريج، عين الدفلى والشلف التي تملك تقاليد في صنع الأبطال.. فبولجاج عداء أبان عن إمكانيات بدنية وتقنيات كبيرة في خوض السباقات، حيث فاز بعدة دورات وبطولات، وهو الآن مؤهل لبطولة العالم للعدو الريفي، في حين تمكن عيسى لفيلف الذي لازال في صنف الأشبال، من فرض سيطرة مطلقة في سباقات العدو الريفي، ونال اللقب العربي في سباق البطولة العربية الخاصة بفئتي أشبال وأواسط جرت في مملكة عمان. ❊ هل بروز بولجاج ولفيلف هو نتيجة عمل كبير ينجزه المدربون والرابطة في ولاية جيجل؟ — لكل ولاية خاصيتها التي تسمح بصنع الأبطال في سباقات العدو الريفي، وأقصد هنا الخاصيات الجغرافية، وهو سر تألق العدائين في سباقات العدو الريفي التابعين لمنطقة جيجل، فضلا عن الأهداف المسطرة من قبل المدربين.. المدرب في بعض الأحيان، يريد أن يتعود عداؤه على سباقات التحمل، هي خاصية نجدها لدى المتسابقين في العدو الريفي، لما لهذا الاختصاص من مشقة وتعب يتحملهما العداء أثناء السباقات والتدريبات. ❊ لكن ما يلاحظ عندنا أن كثيرا من العدائين في العدو الريفي تنطفئ شمعتهم مبكرا، ما هو السبب في ذلك؟ — سباق العدو الريفي في حد ذاته اختصاص في ألعاب القوى.. له عمل قاعدي شاق وصعب للغاية، كون المتسابق فيه لا يتدرب على المضمار، ويتطلب بعض وسائل العمل لا يملكها العداء، لكن هناك من استمر في هذا الاختصاص ونال عدة ألقاب عالمية، ومثال ذلك، البطل العالمي السابق في العدو الريفي الكيني أنغوغي.. على كل حال التوجه إلى العدو الريفي عادة ما يكون خيارا من المدرب أو العداء نفسه، لكن شاهدنا أن كثيرا من العدائين الأخصائيين في العدو الريفي نجحوا في سباقات المضمار على المستوى العالمي، مثل الكيني بيكيلي الذي فاز بعدة سباقات عالمية على المضمار. ❊ هناك اختصاص آخر يتمثل في الألعاب العشارية التي نحوز فيها على بطل واحد، وهو العربي بورعدة الذي لم نجد له خليفة إلى حد الآن، لماذا؟ — صحيح أن العربي بورعدة لا زال الرقم الواحد في هذا الاختصاص الذي يصعب البروز فيه، وهو ما يفسر في نظري، غياب متنافسين حقيقيين لبورعدة.. وأنتم تعرفون أن المشاركة في الألعاب العشارية تتطلب اجتياز خمس امتحانات أو عقبات في ظرف يومين فقط، والتحضير لها يتطلّب العمل بست ساعات في النهار.. بورعدة يعتبر رياضيا منضبطا في العمل وله قدرة كبيرة على التحمل.. كان في السابق يتبع خطوات زميليه في هذا الاختصاص العمري ويوسف رضوان، لكن بفضل إرادته وتفانيه في العمل، استطاع أن يتجاوزهما وأصبح أحسن منهما. ❊ كما أشرتم في تصريحكم، فإن ألعاب القوى تعاني من قلة العتاد، والوزراء الذين تعاقبوا على الوصاية في الفترة الأخيرة لم يوفوا بوعودهم لتقديم المساعدة لألعاب القوى في هذا الجانب؟ — ألعاب القوى تعاني كثيرا.. وسائل التدريب غالبا ما تكون ناقصة خلال التدريبات بملعب ألعاب القوى الموجود بالمركب الرياضي الأولمبي "محمد بوضياف".. نفتقر مثلا إلى حواجز السباقات والرمح والقرص وغيرها من العتاد الخاص باختصاصات ألعاب القوى.. في الفريق الوطني نعاني أيضا من التغطية الطبية في التدريبات، وهو ما يعيق عملنا وجهود الرياضيين، بل وحتى قاعات تقوية العضلات القليلة، والموجود منها لا يكفي لكل الرياضيين. ❊ تحدثتم أيضا عن ضرورة توفير مركز للتدريبات؟ — بالفعل، لا يوجد مركز وطني للتدريبات خاص بألعاب القوى.. تواجده كان سيساعدنا على تحسين أداء رياضيينا.. حاليا فرقنا الوطنية بكل اختصاصاتها تتدرب من حين لآخر، في المركبات الرياضية المتواجدة في كل من سطيف، بسكرة، لالة ستي بتلمسان وسرايدي، الذي يشهد بعض الأشغال الترميمية.. مشكل آخر أصبح يعيقنا كثيرا، يتمثل في ضعف الميزانية المخصصة لاتحاديتنا. ❊ هل تم حل مشكل مقر الاتحادية؟ — لا ليس بعد.. وضعيتنا في هذا المجال متشابهة مع أغلبية الهيئات الرياضية، حيث نقوم باستئجار المكان الذي يأوي اتحاديتنا، مما يضعف من مداخيلها. ❊ كيف ترون مستقبل النخبة الوطنية لألعاب القوى؟ — حاليا، هناك إستراتيجية يتم العمل بها وترتكز على المدى البعيد في بناء منتخبات وطنية لكل الأصناف، لاسيما فيما يتعلق باختصاصات الجري.. حاليا نتوفر على مجموعة من العدائين الممتازين الذين يسيطرون على المنافسات الوطنية، أذكر منهم؛ شراد، قوارد، لفيلف، بولجاج، بلحاجة وآخرون سيظهرون طاقاتهم الحقيقية في العديد من المنافسات الدولية.
