إنعقاد الدورة الأولى للمجلس الإستشاري لمعرض التجارة بين البلدان الإفريقية بالجزائر    العرباوي يستقبل سفير جمهورية البرتغال لدى الجزائر    بتكليف من رئيس الجمهورية.. عطاف يقوم بزيارة عمل إلى نيويورك    التحضير لنموذج طاقوي وطني يسمح ببناء رؤية استشرافية    إعادة اعتقال الأسرى الفلسطينيين المحررين : خرق صارخ لصفقات التبادل تغذيه نزعة انتقامية صهيونية    حوادث المرور: وفاة 2963 شخصا وإصابة 13394 آخرين خلال سنة 2023    سيدي محمد عمار يجري مباحثات مع المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية    كأس الجزائر: عملية القرعة تقام يوم غد الاربعاء بمقر التلفزيون العمومي    الكرة الطائرة/البطولة الإفريقية للأندية: فوز جمعية البليدة على نادي الأمل الكونغولي (3-0)    غزة: وزارة الصحة تحذر من كارثة في القطاع حال توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات    حوادث المرور: وفاة 47 شخصا وإصابة 2017 آخرين بجروح خلال أسبوع    روسيا حريصة على تطوير شراكتها بالجزائر    يخص المترشحين الأحرار في شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط: انطلاق الامتحان في مادة التربية البدنية والرياضية يوم 8 ماي    دعت إلى وضع حد لآلة القتل الهمجي للشعب الفلسطيني: الجزائر تحذر من اتخاذ الرد الإيراني ذريعة لاجتياح رفح    تنويه بدور الجزائر المحوري داخل مجلس الأمن    أي دور للجامعة في الفضاء الاجتماعي؟    الجزائر تحتضن المعرض الإفريقي للتجارة البينية    كعباش يفوز بكأس تركيا لكرة اليد    رفضت تأهيل ملعب بكامبالا واللقاء في بلد محايد: الكاف تمنح الخضر امتيازا قبل مواجهة أوغندا    في وقت تضاربت الأسباب ما بين "إعفاء" وعقوبة: استبعاد دحان بيدة من إدارة لقاء سوسطارة ونهضة بركان    وليد يعرض بسويسرا جهود الجزائر    شنقريحة يستقبل نائب وزير الخارجية الروسي    مكتبة ابن باديس تُثري جامع الجزائر    تنافس 70 فيلما على "الغزالة الذهبية" وفلسطين في قلب الحدث: أسماء بارزة بمهرجان عنابة للفيلم المتوسطي    في ذكرى يوم العلم..    "نوافذ على الآخر" كتابٌ جديد للدكتور أزراج عمر    قراءة في رواية « باب القنطرة» للكاتبة نجية عبير: «السّيّدات» .. انظر ما يوافق تربة قلبك وانثره فيها    وفق تقرير لجامعة هارفرد: الجزائري سليم بوقرموح ضمن أهم العلماء المساهمين في الطب    يُعتبر الأكبر وطنيا وتعليمات بالإسراع في الإنجاز: مصنع كربونات الكالسيوم بقسنطينة يبدأ الإنتاج بعد أسابيع    توقيف لص والقبض على عصابة اعتداء: وضع حد لعصابة سرقة المواشي بباتنة    عين عبيد: مطالب بالتهيئة والربط بالشبكات بقرية زهانة    انطلاق فعاليات أسبوع الوقاية: جمع 3790 كيس دم خلال شهر رمضان    عملية الجني انطلقت جنوب ميلة: توقع مردود يفوق مليون و 630 ألف قنطار من الثوم    وهران.. أكثر من 200 عارض منتظرون في الطبعة 26 للصالون الدولي للصحة    بعثة الجزائر لدى الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد    حجز 29 طنا من الكيف و10 ملايين قرص مهلوس    محافظ بنك الجزائر يشارك في اجتماعات واشنطن    انطلاق عملية حجز التذاكر للحجاج المسافرين مع الديوان    انطلاق عملية حجز التّذاكر للحجّاج المسافرين    جوان حجام يتحدث عن علاقته مع بيتكوفيتش    عصرنة خدمات "بريد الجزائر" لرفع مستوى الخدمة العمومية    أوامر وتنبيهات إلهية تدلك على النجاة    جهود لإبراز المقومات السياحية لعاصمة الصخرة السوداء    لا سلام في الشرق الأوسط دون إقامة دولة فلسطين المستقلة    20 مليون يورو لمن يريد عمورة    تراجع مقلق في مستوى بكرار في الدوري الأمريكي    المعتصم بالله واثق ميدني.. الطفل الذي أزهر عالم الأدب    ضبط 17كيسا من الفحم المهرب    استحضار الذكرى 26 لرحيل العقيد علي منجلي    إطلاق مسابقة حول التكنولوجيا الخضراء بجامعة قسنطينة(3)    إبراز المصطلح بين جهود القدماء والمحدثين    فرصة للاحتفاء بالموسيقى الكلاسيكية الجزائرية الأندلسية    رشيد علوش:نيل فلسطين لعضوية كاملة في الأمم المتحدة سيمكنها من الدفاع عن أراضيها المحتلة    عشر بشارات لأهل المساجد بعد انتهاء رمضان    تمكين الحجاج من السفر مع بعض في نفس الرحلة    وصايا للاستمرار في الطّاعة والعبادة بعد شهر الصّيام    مع تجسيد ثمرة دروس رمضان في سلوكهم: المسلمون مطالبون بالمحافظة على أخلاقيات الصيام    قوجيل يهنئ الشعب الجزائري بمناسبة عيد الفطر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الخيمة" حاضنة الموروث تسير نحو الاندثار
الدكتورة هجيرة تامليكشت أستاذة بمعهد الآثار:
نشر في المساء يوم 19 - 06 - 2019


* email
* facebook
* twitter
* linkedin
دفع الملتقى الذي احتضنته مؤخرا جامعة الجزائر "2" أبو القاسم سعد الله حول الحرف والصناعات عبر العصور، بالباحثين إلى الكشف عن عدد من الحرف التقليدية التي اعتمد عليها الإنسان القديم لتلبية احتياجاته المختلفة، ومنها حرفة صناعة "الخيمة التقليدية" التي تُعدّ موروثا، بدأت ملامح الاندثار تطاله، الأمر الذي دفع بالدكتورة هجيرة تامليكشت أستاذة بمعهد الآثار، إلى البحث في هذه الحرفة ورفع عدد من التوصيات، التي من شأنها أن تحمي هذا الموروث الذي يعكس الهوية.
اختارت الدكتورة تامليكشت بالنظر إلى التنوع الكبير في الخيمة التقليدية بالمجتمع الجزائري، الحديث عن الخيمة النايلية، حيث أشارت في معرض حديثها مع "المساء"، إلى أنّ أوّل ما ينبغي التأكيد عليه أنّ الخيمة كموروث، تُعدّ صناعة تقليدية، وهو ما تعكسه الطريقة التي يجري بها تحضيرها من حيث المواد المستخدمة، والتي يتم استخراجها من بعض أنواع الماشية ممثلة في الخراف والماعز والإبل، التي يجري تربيتها خصيصا لهذا الغرض، ومن حيث طريقة حياكتها والألوان المستخدمة فيها التي تختلف طبعا من منطقة إلى أخرى. ومن هنا يظهر، حسبها، التمييز والاختلاف الذي يثمّن هذا الموروث التقليدي.
وحسب محدثتنا، فإنّ الحاجة إلى الحديث عن الخيمة التقليدية لا يقتصر على كونها من الصناعات التقليدية فحسب، وإنّما بالنظر أيضا إلى عدد من الصناعات التقليدية التي تقام بداخلها؛ كالنسيج أو الحياكة أو تحضير بعض الأطباق التقليدية أو إحياء بعض المناسبات التقليدية كالأعراس، وبعض الأنشطة المتعلقة بالفروسية التي ترتبط بعادات وتقاليد المنطقة. وقالت: "الأمر الذي يدعونا إلى القول إنّ الخيمة هي صناعة تقليدية وحاضنة لموروث يعكس الهوية، ويحتاج إلى دراسة من الباحثين واهتمام السلطات المعنية، ممثلة في وزارة الثقافة".
من جهة أخرى، ترى محدثتنا أنّ ارتباط الخيمة بالبدو الرحل جعلها تستمر إلى يومنا هذا، قائلة: "كنت أعتقد أن البدو في حدّ ذاتهم، تراجع عددهم، ولم تعد الخيمة التي يستخدمونها في ترحالهم كتلك التي كانت تعدّ قديما. ومن أهم الأسباب التي أدّت إلى تراجع استعمال الخيمة موجة العولمة التي مسّت المجتمع ككلّ، والحاجة إلى الاستقرار والعيش في مسكن مقاوم لمختلف العوامل المناخية"، مشيرة إلى أنّ هذا الأمر يدعونا اليوم للحفاظ على هذا الموروث من الزوال، وإلى تثمينه من خلال دعوة القائمين على القطاع الثقافي، إلى الاهتمام به أكثر.
ومن جملة الاقتراحات التي ترى الدكتورة تامليكشت أنّ بإمكانها حماية هذا الموروث التقليدي من الزوال، المبادرة بتشجيع الولايات ذات الطابع الرعوي والصحراوي التي تُعرف باستعمال هذه الخيمات لحمايتها من الزوال، وذلك بتنصيبها في الولايات، وجعلها مرجعا للسياح وحتى السكان المحليين خاصة فئة الشباب، ليتعرّفوا عليها وعلى أهم خصائصها التي تعكس منطقتهم، مشيرة إلى أن بالرجوع إلى بعض المراجع التاريخية القديمة، يتّضح أنّ الخيمة بمفهومها التراثي التقليدي، لديها جذور ضاربة في القدم؛ إذ تعود إلى مرحلة فجر التاريخ، حيث بادر الإنسان القديم بعدما عرف الاستقرار، ببناء الخيمات والأكواخ والكهوف، ثم ظهر المسكن، ولكن بالموازاة مع المسكن بمفهومه المعروف، ظلت الخيمة موجودة خاصة في المجتمع الصحراوي، الذي كان يُعرف بكثرة ترحاله بحثا على المأكل والماء، الأمر الذي جعل الخيمة تستمر إلى يومنا هذا، وهو ما تعكسه الخيمة النايلية التي لايزال سكان ولاية الجلفة يحافظون عليها؛ الأمر الذي يقودنا إلى القول إنّ للبدو الرحّل والمجتمع الصحراوي فضلا كبيرا في استمرار الخيمة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.