* email * facebook * twitter * linkedin شكّلت مسألة مدى تأثير مواقف القوى العظمى على مسار القضية الصحراوية، وتفعيل حق تقرير المصير ودور مؤسسات المجتمع المدني في إسماع صوت النضال الصحراوي، محور أولى جلسات الأسبوع الثاني من فعاليات الجامعة الصيفية لإطارات جبهة البوليزاريو المنعقدة بمدينة بومرداس. وكانت المناسبة فرصة أيضا لإثارة دور المرأة الصحراوية في معركة التحرير والبناء والسّلم الدولي، تم من خلالها حث النساء الصحراويات على الانخراط في العمل السياسي بتمثيل يتعدى نسبة 15 بالمئة المسجلة في الوقت الراهن. عرفت الجلسة السادسة من فعاليات هذه الجامعة التي أصبحت سنّة سنوية، إلقاء محاضرات أكاديمية ترابطت مواضيعها وتكاملت في سياق النضال السلمي للشعب الصحراوي، بدءا من المقاومة السّلمية إلى دور المرأة في التحرير والبناء مرورا بمساهمة هيئات المجتمع المدني الصحراوي في التعريف بنضال شعب تواق إلى الحرية في مختلف المحافل الدولية. وتحدثت الدكتورة زعروري حدوش وردية، في هذا الإطار عن المقاومة السلمية للشعب الصحراوي الذي من حقه تحديد مستقبله بحرية في إطار مبدأ تقرير المصير، تماما كما هو الحال بالنسبة لحقه في مقاومة المحتل المغربي بكل الطرق المشروعة الى غاية استعادة استقلاله بما فيها اللجوء الى الخيار العسكري في ظل تعنت نظام المخزن وتجاهل المجتمع الدولي. إلا أن المحاضرة أبدت تفضيلها لخيار النضال السّلمي، مشيرة في ذلك إلى جولات المفاوضات التي بدأتها السلطات الصحراوية بمدينة جنيف السويسرية منذ 2018، مع المحتل المغربي دون أن يمنعها ذلك من إبداء تأسفها على عدم تأثير وصول قيادات جديدة في قوى دولية فاعلة مثل الولاياتالمتحدة التي اعتلى الرئيس دونالد ترامب، كرسي الرئاسة شهر جانفي 2017 أو في فرنسا، حيث تمكن الرئيس ايمانويل ماكرون، من الفوز بمقعد قصر الإليزي على المسار العام لقضية الصحراء الغربية، بكيفية تساعد على حلحلة الوضع وإعادة بعث خيار استفتاء تقرير مصير الشعب الصحراوي. وهو الواقع الذي جعلها تطرح فكرة كيفية صنع الفعل من الجانب الصحراوي وإبلاغه للرأي العام الدولي، من أجل تغليب كفّة هذا الخيار على حساب خيار الضم المغربي، من خلال فكرة الحكم الذاتي التي تريد الرباط تمريرها على الشعب الصحراوي. وفي نفس سياق هذا الطرح، دعا الأستاذ مقدم فيصل، خلال مداخلته المعنونة ب«المجتمع المدني ما هو وكيف تتم إدارته" إلى تكثيف عمل المؤسسات والتنظيمات المدنية الصحراوية داخليا ودوليا، قصد التعريف بالقضية الصحراوية، وإسماع صوت الشعب الصحراوي في مختلف المحافل الإقليمية والدولية للضغط على دوائر صناعة القرار في مختلف القوى العظمى بكيفية توصل إلى تجسيد مبدأ تقرير المصير. دعوة إلى دبلوماسية موازية لإنصاف المرأة الصحراوية وشكّل موضوع "دور المرأة الصحراوية في التحرير والبناء" موضوع المحاضرة التي ألقتها امينتو لارباس، الأمينة العامة للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية، التي تحدثت خلالها عن الدور الذي لعبته في المحافظة على النسيج الاجتماعي الصحراوي سواء داخل الأراضي المحررة أو بمخيمات اللاجئين، أو حتى من خلال نضالها على الصعيد العالمي في مختلف المحافل الدولية لاسيما الفنّانات الصحراويات اللواتي يعملنّ على تسويق الثقافة الصحراوية. وأكدت أن المرأة الصحراوية ساهمت بشكل فعّال في التعريف بالقضية الصحراوية من خلال مزجها بين التفاني والصبر للتحريض الثوري، وربط الصلة بين الثوار الصحراويين في نفس الوقت الذي عملت فيه على المساهمة في الحفاظ على السّلم الاجتماعي في مخيمات اللاجئين التي كثيرا ما تظهر بها خلافات بسبب قلة المؤونة، وفقدان السيطرة والاختلال الاجتماعي، وخاصة في ظل تواجد الرجل، وقالت إن دور المرأة الصحراوية تمثل حينها في تأمين المخيمات بالتناوب وخاصة أثناء حالات الطوارئ، مبرزة بأن التجربة الميدانية أظهرت بأن المخيمات التي تديرها النساء تعرف نسبة أمن وتعليم مرتفعة. وكشفت عن إحصائيات تمثيل المرأة في داخل المجتمع الصحراوي، حيث يصل تمثيلها إلى 98 بالمئة في قطاع التعليم و88 بالمئة في مجال الصحة، و23 بالمئة في قطاع الإعلام وبنسبة فاقت 90 بالمئة في المجالس المحلية و92 بالمئة في المجالس البلدية، ولكنها لا تتعدى نسبة 15 بالمئة في الأمانة الوطنية. وهو ما جعلها تدعو النساء الصحراويات إلى الاهتمام بالانخراط في الحياة السياسية، خاصة وأن جبهة البوليزاريو على موعد مع عقد المؤتمر الشعبي العام قريبا، بقناعة أن الأصوات لا تمنح ولكنها تنتزع.