* email * facebook * twitter * linkedin طرحت ندوة "أن تُصبح كاتبا، حلم ومسار" بصالون الكتاب الدولي 24، جملة من الأسئلة التي تتعلق، مثلا، ب "كيف يصبح المرءُ كاتباً، ويجسد طموحه؟". وحاول عدد من الروائيين والشعراء المشاركين الإجابة عن هذه الأسئلة، من خلال تحدثهم عن تجاربهم الخاصة، إذ تطرق اللقاء لمختلف الدوافع التي يمكن أن تدفع إلى اتباع مسار أدبي معيّن. كما تحدّثوا عن ربط الحلم بالمسار للحديث عن الكيفية التي بنوا بها أنفسهم ككتّاب أو مؤلفين أو شعراء، بين الأمل والإحباط، وبين الإرادة والفشل أو الإفشال. الندوة شارك فيها كل من عبد الوهاب عيساوي وبشير مفتي وليندة شويتن ولميس سعيدي وسعيدة عبوبة وخليل ديالو من السنغال، ونشط اللقاء إبراهيم صحراوي. وبدأت الروائية سعيدة عبوبة الحديث عن مسارها ككاتبة روائية، وهي القادمة من جنوب الأوراس، وتشتغل مدرّسة لغة إنجليزية، أعمالها تهتم بثقافة ومجتمع الشاوي، إذ لها ثلاثة كتب، هي "الأوراس" و«بيتا ومعركة أوراسية"، وهو مؤلف يكرم المرأة الأوراسية. أما الثالث ف "مصير التازيري القاتل". كما قامت ببعض الترجمات من الفرنسية والإنجليزية إلى الأمازيغية (الشاوية). وتتقن عبوبة ثلاث لغات، ونشرت باللغة الفرنسية والأمازيغية، ولكن لم تصدر بعد باللغة الإنجليزية، وقامت مؤخرا بترجمة رواية بعنوان "أرض النساء". ومن جانبه، قال الكاتب السنغالي خليل ديالو صاحب رواية "على وشك الموت"، إن السياق الخاص بكتابة روايته الأولى التي يرجع تاريخها إلى عام 2014، تعود في البداية إلى غزو تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي شمال مالي، كما كانت كوت ديفوار أو نيجيريا ضحية هجمات إرهابية، وكان ديالو في داكار، وهناك بدأ الخوف يدب في قلبه لمدة عامين، تجنب الجلوس في المطاعم أو تناول قهوة مع الأصدقاء. ويروي الكاتب السنغالي عن صديق له من جامعة داكار، كان في السنة السابعة من الطب، قرّر الانضمام إلى جماعة "داعش" في سوريا، ولم يُسمع عنه أيّ خبر منذ فترة طويلة. وفي أحد الأيام وعلى حسابه على "فايسبوك"، نشر صورة وهدد السنغال قائلا: "هذا أمر يثير الدهشة؛ لأن بلدنا مسلم بنسبة 96٪. لقد أدهشتني هذه القصة، لكنني شعرت بالضيق الشديد، مما دفعني إلى طرح سؤال حول ما الذي يمكن أن يجعل السنغالي إرهابيًا، لذا فإن روايتي الأولى هي تسرب هذه القصة". وتابع ديالو يقول: "في هذه الرواية أتساءل عن الطبيعة البشرية، وأبلغ شهادة عن شاب مسلم غير عنيف، كان مهتمًا بالفلسفة وطالبًا في الطب، لذلك فهو شاب متعلم بدرجة كافية، يصبح في النهاية إرهابيا ويوافق على الموت والانتحار. بالإضافة إلى ذلك، فهو شاب درس القرآن، وما يفعله خطأ". وأسترسل: "من خلال هذه الرواية أردت أن أبعث برسالتين، الأولى موجهة إلى السلطات، لأن الحرب ضد الإرهاب يجب أن تكون ثقافية مع التسلح. والرسالة الثانية مخصصة للشباب، لإخبارهم بأن هناك العديد من أشكال القتال، وأيضًا حلولا خارج العنف". ومن جهته، تعرّف الكاتبة ليندة شويتين نفسها بأنّها تكتب باللغتين، ألّفت كتبا ودراسات نقدية باللغة الإنجليزية. وبالفرنسية ألفت روايات، بما في ذلك الشعر الروماني "ديس بوف" و«الفالس"؛ قالت: "إن الكتابة هي حلم طفل قبل كل شيء، وعندما كنت في التاسعة من عمري كنت أكتب ما يجري حولي؛ إذ تأتي فكرة أي عمل من السفر والعيش أو القراءة". وفي حالة ليندة شويتين، فهي تكتب لتشيد بوالدها الذي شجعها على القراءة كثيرًا، وكان مدرسًا للغة الفرنسية، و«كثيراً ما اشترى لي حكايات صغيرة باللغة العربية أو باللغة الفرنسية.. أحببت القراءة؛ لأنّ واقع الحياة اليومية لم يُرضني".