* email * facebook * twitter * linkedin أكدت المحامية فاطمة الزهراء بن براهم أمس أنه يمكن دراسة مظاهرات 11 ديسمبر 1960 من عدة زوايا، كل واحدة منها تحمل وتوضح حقيقة جهاد الشعب الجزائري من اجل الحرية والاستقلال. وقالت المحامية بن براهم في ندوة تاريخية احتضنها أمس منتدى جريدة "المجاهد" من تنظيم جمعية مشعل الشهيد بمناسبة احياء الذكرى ال59 لمظاهرات 11 ديسمبر، إن هذه الأخيرة تعتبر محطة كبيرة في تاريخ الجزائر ككل لأنه تاريخ عسير يعرفنا على دور المجتمع المدني الجزائري في الوصول إلى الاستقلال والحرية. وترى السيدة بن براهم أن الجزائريين خرجوا في مظاهرات عفوية يوم 11 ديسمبر للتأكيد على حقيقة أن الجزائر جزائرية والتي اعترف الجنرال ديغول بها مجبرا بعدما وجد نفسه محاصرا ولم يكن له أي خيار سوى الاعتراف بهذه الحقيقة. وعادت نفس المتحدثة إلى الحيثيات والظروف التي سبقت مظاهرات 11 ديسمبر بداية من تصريحات الجنرال ديغول الموجهة لشعبه ولجيشه ووصولا الى الزيارة التي كان من المفروض ان تقوده الى الجزائر العاصمة لكنه اضطر إلى تغيير مساره والذهاب إلى شلف لتفادي المواجهة مع المستعمرين الفرنسيين في الجزائر الذي كانوا يهيمون انفسهم بان "الجزائر فرنسية" ورفضوا اعترافات ديغول بان الجزائر جزائرية حيث هددوا بقتله. وقالت إن أولى شرارات اندلاع هذه المظاهرات تفجرت عندما تعرض جزائريان اثنان أو ثلاثة الى القمع من قبل هؤلاء المستعمرين الذين طالبوهم بالهتاف بأن "الجزائر فرنسية" فرفض هؤلاء. ولدى ذهابهم إلى حي "بلكور" الشعبي بالعاصمة والمعروف حاليا بشارع "محمد بلوزداد" روى هؤلاء ما تعرضوا له من ضرب وتعنيف لأبناء الحي الذين انتفضوا بشدة وخرجوا في مظاهرة مرديين شعارات "الجزائر جزائرية" و«تحيا الجزائر" و«تحيا الافلان" مع رفع الاعلام الوطنية، والتي سرعان ما ذاع صيتها ليس في الجزائر فقط بل في العالم اجمع بحضور صحافي دولي نقل ما حدث. وقالت بن براهم إن هذا الامر شكل منعرجا حاسما في مسار الثورة الجزائرية بعدما تأكد ديغول أنه لا مفر من استقلال الجزائر وان هذا الامر حتمية مؤكدة، اعتبار أنه ليس فقط جبهة التحرير الوطني وجيشها والحكومة المؤقتة يطالبون باستقلال الجزائر بل كل الشعب الجزائر التف على كلمة واحدة في هذه النقطة. وأضافت أن ذلك قاد إلى اطلاق المسار التفاوضي الذي انتهى باتفاقيات إيفيان إضافة إلى تبني الجمعية الاممية للائحة تقر فيها بأحقية الشعب الجزائر المحتل في تقرير مصيره. وفي السياق تطرقها إلى الظروف والاجواء التي سبقت المظاهرات، قالت المحامية بن براهم أن المفارقة أن مظاهرات 11 ديسمبر جاءت غداة اعلان حقوق الانسان في 10 ديسمبر والذي تبنت من خلاله فرنسا الدفاع عن حقوق الانسان لكنها كانت أول من خرق هذا الاعلان بقمعها وانتهاكاها لحقوق الانسان الجزائري ولحقه في الكرامة والحرية. للإشارة، فقد اختلفت وجهات النظر بين المشاركين في هذه الندوة خاصة بين المجاهدين الذي عايشوا الحدث، حيث هناك من اعتبر أن مظاهرات 11 ديسمبر كانت عفوية ولم يكن مخططا لها على غرار مسيرة 17 اكتوبر في فرنسا، وبين من يرى انها كانت مؤطرة أيضا من قبل جبهة التحرير وجيشها كون الشهداء والمجاهدين الذي دافعوا على هذه الارض بالنفس والنفيس هم من ابناء الشعب الجزائري ولا يمكن فصل هذا عن ذاك.