* email * facebook * twitter * linkedin ختمت مسرحية "أدوغالن أدوغالن" (راجعين راجعين)، الأيام الوطنية للمسرح الأمازيغي مساء أوّل أمس، وهو إنتاج حديث للمسرح الوطني الجزائري، أخرجته حميدة آيت الحاج عن نص مقتبس من رواية "الشهداء يعودون هذا الأسبوع" للروائي الراحل الطاهر وطار (1936 - 2010)، قُدّم في شكل تراجيديا كوميدية، تروي عن مرحلة ما بعد الاستقلال، وعمن خانوا عهد الشهداء بإسقاط رمزي للأحداث السياسية الراهنة. قُدّم العرض بالمسرح الوطني "محيي الدين بشطارزي" بالجزائر العاصمة باللغة القبائلية والشلحية والشاوية بمساعدة طارق عشبة. وتدور أطوار القصة حول شائعة وجود رسالة، مفادها عودة شهداء الثورة، قام "عابد" بنشرها، خلقت حالة من الهلع وعرت واقعا فاسدا، منتقدا مؤسسات السلطة بداية من البلدية، التي تتبنى مبدأ الرشوة لتسيير شؤون البعض على حساب الناس. كما عرّج العمل على تغطرس بعض المجاهدين. ويمرّ العرض إلى ما تكبّدته المرأة من معاناة وفقدان لذويها على أمل عودتهم. وتميّز العرض الذي دام 70 دقيقة، بالعديد من الأحداث التي تضم عشر شخصيات، قدّمت أداء مقبولا، وهو لا يشبه المسرحية التي أخرجها زياني شريف عياد أولا، والتي حملت عنوان الرواية "الشهداء يعودون هذا الأسبوع"، ثم أعادت الراحلة صونيا إخراجها؛ ذلك أن حميدة آيت الحاج تخلصت من ثلاث شخصيات بمن فيها الشخصية الرئيسة "عابد"، الذي يظهر بالاسم فقط، وكذلك شخصية "مصطفى" الشهيد المرتقبة عودته، حسبما ورد في الرسالة التي أشاعها والده "عابد". وتميزت السينوغرافيا برمزية جميلة، أنجزها بوخاري حبال؛ إذ رسم نفقا كبيرا، قد يشير إلى أفق شبه مظلم، بسبب الاعتماد على إضاءة خافتة؛ على أمل الخروج منه إلى نور الحرية ونهاية الفساد في جزائر مستقلة حقا. وتكفّل سليمان حابس بإعداد الكوريغرافيا التي اعتمد عليها العرض في البداية، والتي كانت موفقة جدا؛ كعتبة استهلال العرض، التي تصور حركاته حالة اغتصاب وبدء مأساة حقيقية تتحملها المرأة، ربما هي الوطن. غير أن الرقصة الكوريغرافية في آخر المسرحية لم تكن إلزامية وإن كانت ليست بالمدة الزمنية تلك، مع ذكر أن حركات كوريغرافية اتسم بها وسط العرض زيّنته في المجمل، وحقّقت الفرجة المنشودة. وأدى كل من حكيم غمرود (الفاهم) شخصية مثقفة تقول كل الحقائق، وبلقاسم كعوان (قدور السكير، مجاهد سابق)، وطارق عشبة (زوج لويزة)، وعبد الرحمان إيكاريوان (رئيس البلدية الفاسد)، ويسرى عازب التي أدت دور زوجة شابة ترفض حتمية القدر، ونبيلة إبراهيم (لويزة)، ورضوان مرابط (العجوز الحكيم).