* email * facebook * twitter * linkedin دعت الأخصائية الأرطفونية حفيزة رحال، من جامعة عنابة، الأطباء الجراحين، إلى لفت انتباه الأولياء لضرورة أن يخضع أبناؤهم الذين أجروا الجراحة لمعالجة الخنف الناتج عن التشوه الخلقي، إلى مرافقة الأخصائي الأرطفوني لمواصلة التكفل العلاجي، حتى لا يعاني الأبناء مستقبلا من أية مشاكل في النطق، أو ما يسمى بالتصويت. أوضحت الأخصائية الأرطفونية في معرض حديثها مع "المساء"،على هامش مشاركتها مؤخرا، في أشغال المؤتمر الدولي الثالث حول ممارسة التدخلات الوقائية والتربوية والعلاجية في علم نفس الصحة بالعاصمة، أن الهدف من اختيار موضوع الخنف الذي يقصد به التشوه الخلقي الذي يصيب الأطفال، والذي لا زالت أسبابه مجهولة، هو ما ينتج عنه من اضطرابات بنيوية ووظيفية متعلقة بالنطق، أو ما يسمى بالتصويت ومشاكل في البلع والسمع وحتى الأكل، حيث يصاب الطفل الذي يعاني من هذا التشوه الخلقي بعد الجراحة، في غياب تكفل أرطفوني من العديد من المشاكل النفسية، بسبب عدم النطق الجيد للحروف، مما يخلف لديه صعوبة في إيصال فكرته، فضلا عن ما تخلفه آثار الجراحة، والتي تسيء إلى المظهر العام وتؤثر على تقديره لذاته، خاصة في مرحلة المراهقة. في السياق، أوضحت المتحدثة أن الخنف يعتبر من التشوهات المنتشرة في العالم، حيث نجد بمعدل حالة تقابلها 700 حالة، وفي الجزائر رغم غياب إحصائيات حول مدى انتشار هذه الحالات، إلا أنها موجودة، وتقول؛ الأمر الذي فرض علينا كأخصائيين التدخل للتكفل العلاجي بها، من خلال مرافقة الحالة بعد الجراحة مباشرة. عن طرق المرافقة، أوضحت المتحدثة أن التدخلات العلاجية تبدأ منذ الولادة، حيث يتم التكفل النفسي بالأولياء الذين يصابون بصدمة، ويجدون صعوبة في تقبل ما أصاب ابنهم من تشوه خلقي، وبعد الجراحة يبدأ العمل بطريقة مختلفة، خاصة أن بعض الجراحات لا تتم كما يجب، الأمر الذي ينتج عنه ظهور مشكل التصويت أو ما يعرف بالخنف أو الخنة، حيث يصعب على الطفل التواصل، خاصة في مرحلة التمدرس، وفي النتيجة، تؤكد الأخصائية، تظهر على الطفل بعض السلوكات، ومنها العدائية والانطوائية وغيرها من المشاكل النفسية التي ينتج عنها اختلال الذات، التي تتسبب له في مشاكل من حيث تكوين العلاقات، قائلة؛ الأمر الذي ارتأينا لفت انتباه الأولياء إليه بالدرجة الأولى، حيال أهمية أن يخضع الطفل بعد الجراحة إلى جلسات التكفل الأرطفوني، حتى ولو لم تظهر عليه أية مشاكل في التصويت، وتضيف؛ هذا لا يتحقق إلا بتوعية الجراحين أولا، بأهمية أن يؤكدوا على الأولياء وجوب المرافقة الأرطفونية التي تعتبر غاية في الأهمية، لمحاربة بعض النقائص التي يمكن للجراحة أن تكون قد خلفتها، وهو ما تتأسف الأخصائية حياله، ويغفل عنه بعض الجراحين، والذي لا ينتبه له الأولياء إلا بعد أن يكبر الطفل وتظهر عليه بعض الأعراض التي تعكس وجود مشاكل نفسية لديه، بسبب صعوبة التواصل. من جملة التوصيات التي أكدت عليها الأخصائية الأرطفونية لتفعيل التكفل العلاجي بالأطفال المصابين بالخنف، التأكيد على أن التكفل بمثل هذه الحالات يتطلب وجود كل من الأخصائي في الجراحة والأخصائي النفساني والأخصائي الأرطفوني، وغياب أي أخصائي منهم، خاصة الأرطفوني، من شأنه أن يقدم لنا شخصية نفسية مضطربة، وحسبها، كلما كان التكفل مبكرا كانت النتائج جد إيجابية، مما يتطلب توعية الجراحين والأولياء على حد سواء، بأهمية التدخل الأرطفوني لعلاج مشكلات الخنف.