* email * facebook * twitter * linkedin في هذا الظرف الاستثنائي الذي تعيشه الجزائر بسبب تسجيل حالات إصابة بفيروس كورونا، التزمت الغالبية الساحقة من سكان ولاية بومرداس، بالتعليمات الصادرة عن مختلف الهيئات، لاسيما التقليل من حركة الخروج، والتزام البيوت قدر الإمكان، حيث لاحظت "المساء" بعاصمة الولاية، تراجعا كبيرا في الحركة، لاسيما بأكبر أحياء بلدية بومرداس التي تنبض بالحياة في الظروف العادية. أوصدت جل المحلات أبوابها بما فيها المقاهي والمطاعم ومحلات الأكل السريع، ومحلات الألبسة الجاهزة والمكتبات وحتى بعض القصابات والوراقات ببلدية بومرداس باستثناء دكاكين الخضر والمواد الغذائية، التي سجلنا بها حركة خفيفة من بعض المستهلكين ممن توافدوا لاقتناء بعض الحاجيات، لاسيما السكّر والقهوة والحليب الجاف بكميات ملحوظة. كما لاحظنا قلة الحركة بالشوارع، مع التأكيد على مكوث المسنين والنساء والأطفال بالمنازل؛ تطبيقا لإجراءات الوقاية من انتشار فيروس كورونا في هذا الظرف العصيب. وكانت الصورة متشابهة حد التطابق بين مختلف أحياء المدينة، لاسيما حي التعاونيات والواجهة البحرية التي تنبض، عادة، بالحياة؛ على اعتبار أنها وجهة سياحية؛ حيث أُغلقت كل المحلات التجارية. كما عمدت مصالح البلدية نهاية الأسبوع المنصرم، إلى رفع كل عربات باعة الشاي المتناثرة بالكورنيش، ووضعها بحظيرة البلدية إلى إشعار آخر كإجراء احترازي، مع تعقيم كامل للواجهة، التي بدت وكأنها مكان أشباح. وبوسط المدينة، خلت الشوارع بصفة تكاد تكون كلية، عند منتصف النهار؛ حتى إننا لم نكد نلحظ إلا بعض المارة ممن كان بعضهم على عجل.. حتى محلات قطع غيار السيارات والخردوات كانت موصدة بحي عليلقية الشهير بحركته التجارية التي لا تتوقف.. فقط السويقة وسط المدينة كانت الحركة بها توحي بأنها غير عادية، حيث كانت تبدو العجلة على بعض المستهلكين ممن قصدوا المكان لشراء الخضر ومواد أخرى، بينما لاحظنا أن إحدى القصابات بادرت بإغلاق المحل عند منتصف النهار، حيث لاحظنا أن صاحب المحل كان يسارع إلى حفظ ما تبقّى من لحوم في البراد. ولما سألناه قال إنه سيغلق القصابة ليس بسبب قلة المستهلكين وإنما بسبب قلة البضاعة لديه من لحوم حمراء وبيضاء من المُمونين؛ ما اضطره لتعليق نشاطه باقي أيام الأسبوع في انتظار أي مستجدات.. أما بمكتب بريد حي 800 مسكن فقد لاحظنا إجراءات غير عادية توحي بوجود ظرف استثنائي؛ حيث عمد المكتب إلى توفير جميع الشروط الوقائية من محاليل كحولية مطهرة، وتنظيم دخول المشتركين إلى المكتب لسحب أمواله، إضافة إلى تعقيم المكتب بين فترة وأخرى، يكشف مفتش مكتب بريد "فرانتز فانون"، موضحا أنه يسهر شخصيا على تنظيم وتباعد المشتركين عن بعضهم البعض، مع احترام مسافة الأمان بينهم؛ حيث يحصي المكتب أربعة شبابيك مخصصة لسحب الأموال، لاسيما فئة المتقاعدين بعد صب معاشاتهم، حيث يستقبل كل شباك أربعة مشتركين كأقصى حد، ثم يتم إدخال فوج آخر مع التأكيد على تعقيم المكتب بالماء والجافيل كل ربع ساعة، علما أن المشتركين أبدوا تفهمهم المطلق لهذه الإجراءات مع عدم تسجيل أي حالة قد تعكر صفو سير العملية مثلما نُظم لها.