* email * facebook * twitter * linkedin بادرت جمعية "الرحمة" لمساعدة مرضى السرطان بولاية بومرداس، منذ بداية رمضان، بإعداد مائدة إفطار لصالح ثلة من الأطباء، في خطوة تنم عن تقدير المجهودات المبذولة من طرف الجيش الأبيض لمكافحة وباء "كورونا"، خاصة أنهم يقيمون في فنادق أو نزل بعيدا عن ذويهم، حسب ما تقتضيه الضرورة والظرف الاستثنائي الحالي. قالت رئيسة جمعية "الرحمة"، السيدة مليكة رازي، إن عملية إعداد إفطار رمضاني لصالح الأطباء، جاءت بفضل عدد من المحسنين ممن لم يتوانوا عن تقديم يد المساعدة في توفير الضروريات، من أجل تنويع المائدة الرمضانية، وأضافت في حديث ل"المساء"، على هامش إعداد إفطار اليوم العاشر من الشهر الفضيل، أن الفكرة راودتها قبيل حلول رمضان، وهي تتساءل عن كيفية قضاء عمال الصحة أيام الصيام في عز أزمة تفشي فيروس "كورونا"، فاهتدت إلى فكرة إعداد إفطار رمضاني لعينة من عمال الصحة "عرفانا بجميل صنيعهم خلال هذه الأزمة، كونهم في الصفوف الأولى لمكافحة الوباء"، موضحة أن الجمعية تقدمت أولا إلى السلطات الولائية لأخذ الموافقة في هذه الظروف، وهو ما تم فعلا، ثم انطلق عمل آخر يقضي بتوفير الحاجيات والمستلزمات حتى تكون مائدة إفطار متنوعة، وكان ذلك بتحسيس بعض المحسنين بالمشاركة في هذا العمل الخيري، مما سمح للجمعية بتوفير المستلزمات، بداية بتحضير "الشوربة" و"البوراك"، إلى الأطباق الرئيسية وأنواع السلطات وحتى بعض الفواكه. تقول السيدة رازي، إن الانطلاقة كانت عرفانا بجميل الأطباء، خاصة أن في جمعيتها عدة أطباء تطوعوا من أجل المرضى، ولبوا دعوة الجمعية في كل مرة للمشاركة في عدة لقاءات والإجابة على أسئلة المرضى، وتساءلت كيف يفطر الجيش الأبيض في ظل إغلاق مطاعم الرحمة هذا الموسم بسبب الجائحة، كما تخوفت من أن تتوقف المبادرة الخيرية ولا تكمل أيام الشهر، مما جعلها تناشد المحسنين، وعلى رأسهم السلطات الولائية، مد يد العون للجمعية، تقول "عندما تحمل مشروعا خيريا، فإن الخير يأتيك من كل مكان، وهو ما حصل معنا، حيث اعتقدنا أننا سنحضر إفطار الأيام الأولى لرمضان فقط، ثم امتد الأمر للعشر الأوائل.. نتمنى إكمال بقية الشهر بانخراط المحسنين وأجر الجميع على الله". أما عن المائدة الرمضانية، فإن إعدادها يتم، حسبها، بتطوع سيدتين، إلى جانب رئيسة الجمعية، حيث ينطلق الإعداد للإفطار عند منتصف النهار، فتكون البداية طبعا بإعداد سيدة المائدة الرمضانية "الشوربة" وإلى جانبها "البوراك"، حيث تتقاسم السيدات عملية التحضير في جو أخوي لا يتسلل إليهن الإعياء والتعب رغم الجهد المبذول، فيما تقول من جهتها المتطوعة حنان، صاحبة قناة طبخ على "اليوتوب"، إن شغفها بالمطبخ جعلها لا تتوانى عن تلبية دعوة رئيسة الجمعية للتطوع. في حين أشارت إلى أنها تعد أشهى الأطباق التقليدية، من "كباب" و"مثوم" و"سفيرية" وأنواع الطواجن. أما عن اختيار هذا الطبق أو ذاك، فتشير حنان إلى أنه يتحدد مباشرة بعد الفراغ من إعداد الإفطار اليومي، أي بالنظر إلى الخضر والمستلزمات المتوفرة، حيث يتم اختيار الطبق الرئيسي لليوم الموالي وهكذا. واعتبرت أن التعب يهون أمام عمل خيري. في حين تعد جمعية الرحمة يوميا 23 حصة من أجل 23 طبيبا وشبه طبي، تحمل إليهم بإحدى الفنادق الخاصة، حيث ينزلون خلال هذه الفترة قبيل أذان الإفطار مباشرة بفضل تصريح تحصلت عليه من طرف الجهات المختصة، ثم تعود صباحا إلى الفندق من أجل استرجاع اللوازم والشروع في تحضير الإفطار اليومي.