دق سكان ولاية سعيدة ناقوس الخطر بسبب مشروع تزويدهم بمياه عين السخونة ذات المذاق المالح؛ حيث أبدى الكثير منهم تذمرهم واستياءهم من تنفيذ هذا المشروع الذي حرمهم من المياه العذبة التي تزخر بها المدينة، خاصة منطقة الرباحية ذات المخزون الوافر من هذه الثروة المائية. وطالب قاطنو المنطقة السلطات المحلية بالتدخل لدى الجهات المعنية، لإيقاف هذا المشروع الذي أُهدرت لأجله الملايير بالنظر إلى ملوحة مذاق المياه وعدم قدرة المواطنين على استهلاكها، خاصة المرضى المصابين بأمراض الكلى والأطفال والرضع؛ حيث لجأ الكثير من السكان إلى التزود من مياه الينابيع المنتشرة عبر تراب الولاية، كمنبع عين البيضاء وعين السلطان، وحتى من منبع غابة العقبان، وتحمّلهم تعب نقل المياه نحو منازلهم. كما أشار هؤلاء، حسب تصريحاتهم، إلى التسربات المائية التي غيرت منظر معظم الأحياء وحتى وسط المدينة جراء قوة دفع هذه المياه، وعدم صمود القنوات التي تعددت بها الأشغال والصيانة لكن بدون جدوى. والغريب في الأمر أن معظم هذه المياه اكتُشفت بها ترسبات كلسية وحجارة، أضحت تهدد صحة المستهلكين وسكان المنطقة، في الوقت الذي أكد المعنيون أن تحليل هذه المياه، بتأكيد من المختصين، يشير إلى احتوائها على مادة الكبريت والصوديوم الضارة بصحة الإنسان، مبدين قلقهم من هذا المشروع الذي يرهن مصيرهم بسبب عوز معظمهم، وحاجتهم الدائمة إلى توفير قارورات ماء سعيدة المعدنية بالنسبة للرضع وكذا كبار السن والمرضى، مطالبين السلطات المعنية بإنهاء معاناتهم، والسعي لعودة مياههم الأصلية إلى حنفياتهم في القريب العاجل.
