تحركت، أخيرا، إدارة جمعية وهران لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في الفريق، الذي تضاءل تعداده بفعل الرحيل الجماعي للاعبين في هذه الصائفة، خاصة مواهب الفريق، التي فضلت الارتماء بين أحضان أندية توفر لها الظروف الملائمة حتى تستمر في العطاء، لكن مرفقا بالتحفيز اللازم. وتحدثت مصادر مقربة من محيط الجمعية الوهرانية، عن قرار الإدارة الاحتفاظ ب 12 لاعبا في انتظار الإفصاح عن ذلك رسميا. وباشرت عملها في هذا الإطار باتجاه اللاعبين، الذين رفعوا شكاوى ضدها لدى لجنة فض النزاعات التابعة للرابطة الوطنية المحترفة، وعددهم 12 لاعبا، لإقناعهم بالعدول عن وضع ملفاتهم فوق طاولة اللجنة المذكورة، ومحاولة إيجاد حلول ودية بين الطرفين، بما يجنب النادي الوهراني مزيدا من التعقيدات، هو في غنى عنها. وتعلم الإدارة جيدا أن الكلام المعسول لم يُجد ولن يجدي نفعا ما لم يقرنه مسيروها بالملموس؛ بتسديد - على الأقل - جزء من مستحقاتهم للموسم الماضي، الذي اكتفوا فيه بنيل راتب شهري واحد فقط، ومنح مباريات لا تغني ولا تسمن من جوع، والتفاوض على قيمة الرواتب الجديدة؛ لذا فالإدارة ملزمة ببذل أقصى الجهود لتوفير السيولة المالية اللازمة، التي تسندها في مفاوضاتها مع العناصر التي ترغب في بقائها، تحسبا للموسم القادم، وهي تعلم جيدا أنها في موقع ضعف في الوقت الحالي. كما تدرك الإدارة أن أندية عديدة تراقب تطورات الأمور في البيت الوهراني، وهذا الشأن تحديدا، وتتحين أول فرصة للانقضاض على ما بقي من لاعبين ومواهب تسيل اللعاب، بعدما ظفرت شبيبة القبائل بكروم، وشباب قسنطينة ببغداوي، ووداد تلمسان ببلعريبي ياسر، وأولمبي المدية بابن عمه محمد، ووداد مستغانم بالثلاثي الطيب برملة وفرحي محمد ومحمدي، بالإضافة إلى مدربهم سالم العوفي. وقد تجد الإدارة متنفسا في النصيب المالي، الذي ستستفيد منه بعد قرار الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، توزيع مكافأة كأس الجمهورية بالتساوي على الفرق الثمانية التي كانت مستمرة في السباق، بعد إلغاء هذه المسابقة بسبب تفشي فيروس "كورونا" ، مع العلم أن جمعية وهران كانت على موعد مع لقاء العودة من الدور ربع النهائي بملعب "الحبيب بوعقل" ضد نادي بإرادو، الذي هزمها ذهابا بنتيجة (1 /4) بملعب الدارالبيضاء. وقد جاء تحرك الإدارة بعد الانتقادات اللاذعة التي كانت عرضة لها مؤخرا من عدة جهات، اتهمتها بالتقاعس في الحفاظ على أبرز لاعبي التعداد من الركائز الأساسية والعناصر الواعدة. وذهبت هذه الاتهامات إلى حد وصف ما يجري في جمعية وهران ب "المؤامرة لبيع بعض اللاعبين خفية؛ للاستفادة المالية الشخصية للمسيرين الحاليين على حساب مصلحة جمعية وهران"، حسب تعبير أحد المحبين القدامى والأوفياء.