انتشرت الديكورات التركية والأجنبية بشكل كبير على المواقع الخاصة بترويج تجهيزات المنازل وتأثيثها، والتي دخلت منذ فترة عالم التصميم الداخلي للبيوت، حيث باتت كل القعدات العنابية والجزائرية عامة لها بصمة خارجية، تتماشى وتطور هذا المجال، وهو ما شجع الباعة على عرض سلع متنوعة من أفرشة وأوان منزلية وكهرومنزلية، تمنح المرأة إمكانية تزيين بيتها وفق ما تعرضه تلك الصور المنشورة على مواقع التواصل، والتي تثير كثيرا اهتمام المرأة بالنظر إلى جاذيبتها. الكثير من تلك التصاميم، تبنتها النسوة من مسلسلاتها التركية التي لقيت شهرة في البيوت الجزائرية، بعد نجاح الدراما التركية في الوطن العربي عامة، حيث تم تصدير الحياة اليومية للمرأة العصرية في تركيا، وإعطاء نظرة شاملة عن أسلوبها في العيش، وهو ما تأثرت به المرأة الجزائرية بدورها، خاصة فيما يخص تحضير طاولة الطعام التي باتت لا تخلو من القطع الجميلة والألواح الخشبية، والتي تعطي نظرة مميزة تستهوي الضيوف، كالشموع وقناديل ذات ألوان وأشكال مختلفة الحجم، ناهيك عن الأطقم الفضية والذهبية التي زادت من بهاء الصالون الجزائري. كما أن الأفرشة بات لها وسم في عالم الديكور الداخلي، وأصبح للسوق تلك المنافسة فيما يخص معروضاته، من الفرو ذي النوعية الجيدة، وغيرها من الألوان الجميلة التي تناسب العرسان الجدد أو اليوميات العادية. خلال نزولنا ببعض الأسواق التي اصطفت بوسط مدينة عنابة، لاحظنا تنافسا كبيرا بين الباعة، الذين تدربوا على عملية تسويق البضاعة بطريقتهم الخاصة، تجلب الزبائن وتثير اهتمامهم، وصبوا بذلك، تركيزهم على الأواني والديكورات الفاخرة بأسعار مناسبة للسلع، لا يمكن تفويت فرصة اقتنائها، وهو ما وقفنا عليه، حيث تشهد تلك المحلات طوابير طويلة للعائلات من أجل اقتناء الأواني وتقديمها، لما لا، كقطع وهدايا في المناسبات. بدورهم، شكل العرسان الجدد جزءا مهما من ذلك الديكور، حيث تجدهم يجهزون مطابخهم من هذه المحلات، وهو ما أكدته السيدة زينب، التي كانت رفقة ابنتها أنفال، وجدناهما منهمكتين في اختيار تشكيلات كثيرة من الأواني لتأخذها ابنتها العروس في جهازها، وقد أبدت الأم ارتياحها إزاء الأسعار المقدمة، التي لا تنزف جيوب محدودي الدخل والعائلات البسيطة، بل تساعدهم على توفير احتياجاتهم من لباس وفراش وأوان منزلية. عليه، وأمام انتشار محلات بيع الأواني والأكسسوارات هنا وهناك، تبقى مديرية التجارة بعنابة حذرة، من خلال الوقوف على عملية ترويج السلع في الظرف الصحي الصعب الذي تمر به الجزائر، مع احترام كل الإجراءات الوقائية والتباعد الاجتماعي، خاصة مع الارتفاع الكبير في عدد المصابين بوباء "كورونا" المستجد.