تقييم الحكومة، تعديلها أو تغييرها، هي دون شكّ من صلاحيات وحقّ وواجب رئيس الجمهورية، وقد قالها الرئيس عبد المجيد تبون بالفمّ المليان: "مثلما قلنا الحكومة فيها وعليها"، وهذا التشخيص الواقعي، هو مؤشر على الإرادة والنيّة والعزيمة لتأسيس نظرة متجدّدة لبناء جزائر جديدة بأفكار جديدة. لقد قالها الرئيس في آخر اجتماع لمجلس الوزراء: "حصيلة الحكومة خلال العام 2020، تراوحت بين الإيجابي والسلبي".. تقييم وجرد ضروري وحتمي، حتى تتقدّم الحكومة إلى الأمام، في تطبيق برنامج الرئيس الذي زكّاه وانتخبه الجزائريون في رئاسيات 12 ديسمبر 2019، وحتى يملأ كذلك الرئيس كشوف نقاط كلّ وزير، بعد "امتحانات" استغرقت سنة كاملة من التنفيذ والمراقبة. الجهاز التنفيذي "مسؤول" أمام الرئيس والشعب معا، ولعلّ "غضب" الرئيس تبون من بعض الوزراء والولاة، بسبب التماطل والتقاعس والتكاسل، نابع أيضا من تعبيره عن شعور مواطنين ينتظرون التغيير الجذري والشامل، بكلّ تفاصيله، بفارغ الصبر، وهو ما عبّر عنه الرئيس مرارا وتكرارا، ووعد بتكريسه، وتعهّد بمعاقبة المعرقلين له، ولو من باب سوء التقدير والتراخي. إقالة وزير النقل، وعزل المدير العام لشركة الجوية الجزائرية، رسالة واضحة ومشفّرة، لكلّ من يضع العصا في عجلة التغيير والإصلاحات، ولكلّ النائمين بمكاتبهم وفوق كراسيهم، ولكلّ هؤلاء الذين يسبحون ضدّ تيّار التوجيهات السامية والأوامر العليا الرامية إلى تأسيس دولة قويّة مؤثرة وعادلة. يبقى الوزراء والولاة ورؤساء الدوائر و"الأميار" وكلّ المديرين والمسؤولين والمسيّرين، في خدمة الدولة والشعب، وهم ملزمون بتطبيق برنامج الرئيس، الذي أصبح بتزكيته "برنامج الشعب"، وبالتالي لا داعي للتعطيل والتأجيل والتأخير و"النوم في العسل"، حتى إذا جاء يوم الحساب، لا يكون بالضرورة متبوعا بالعقاب. لقد أمر الرئيس تبون، أعضاء الهيئة التنفيذية، بالانتقال فورا نحو السرعة القصوى، من أجل تصحيح الأخطاء وتعويض الوقت الضائع نتيجة عدّة ظروف اضطرارية، أهمها الأزمة الصحية العالمية الناجمة عن وباء كورونا، لكن هذا لا يعني، بأن بعض الوزراء والولاة "عليهم فقط"، حيث غرقوا في الركود والجمود، ما يستدعي تحرّكم عاجلا وقبل فوات الأوان. لا يختلف اثنان، حول الطموحات والرؤية الاستشرافية، المتضمّنة في العهود والالتزامات 54 الانتخابية للرئيس عبد المجيد تبون، وهو ما يستلزم من كلّ أعضاء الحكومة، ومختلف المسؤولين في القمّة والقاعدة، تحمّل مسؤولياتهم وتبعات أيّ إخلال أو تعثّر، أو التورّط في "فرملة" مشروع يحلم جميع الجزائريين وكلّ الخيّرين والوطنيين بتحقيقه اليوم قبل غدا..وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.