هدد موزعو الحليب على المستوى الوطني، بالدخول في إضراب مفتوح احتجاجا على "وضعية لم تعد تطاق" أصبح يواجهها أكثر من 2400 موزع لهذه المادة الحيوية في مختلف ولايات الوطن منذ اكثر من عام. وراسلت الفيدرالية الوطنية لموزعي الحليب، وزارتي الفلاحة والتجارة لبحث مخرج لهذه الوضعية وتفادي الوصول إلى إضراب عبر نقاش مباشر مع المهنيين قصد التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت، مانحة مهلة للرد على مطالبها قبل تنفيذ تهديداتها. واشتكى ممثلو الفيدرالية الذين التقتهم "المساء" بمقر الاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، جملة عراقيل وتحديات يواجهونها في عملهم اليومي، مما أثر على مداخيلهم مما جعلهم يصفون الوضع ب«الكارثي"، رغم الشكاوى المتكررة التي وجهوها للسلطات المعنية التي صمّت آذانها ولم تقدم ردا على مطالبهم. وحسب فريد عولمي، رئيس الفيدرالية، فإن صبر الموزعين نفد بعد أن انتظروا طيلة عام كامل، رافضين الدخول في إضراب متفهمين الوضعية الصحية التي فرضها تفشي جائحة كورونا ولكنهم الآن لم يعودوا يحتملون وضعية تزداد تدهورا. وأكد حزاب بن شهرة، الأمين العام لاتحاد التجار والحرفيين، أنه لم يعد للاتحاد مبررات لإقناع الموزعين للعدول عن إضرابهم المفتوح، موضحا أن الفيدرالية التي تفهمت الوضعية واستجابت لنداء السلطات العمومية تم من خلالها مواصلة تغطية احتياجات المواطنين بمادة الحليب، رغم الظروف الصحية بهامش ربح شبه منعدم، والذي لا يتجاوز سقف 0.90 سنتيم منذ أزيد من 20 سنة وهو هامش الذي لا يغطي كما قال تكاليف الوقود والعمال، خاصة وأن موزعين يقطعون مسافات تزيد عن 300 كلم لتوصيل الحليب إلى زبائنهم، واشتكى بن شهرة، من طول مدة انتظار الموزعين أمام الملبنات دون الحصول على الكميات التي يطلبونها لتلبية حاجيات المواطنين وسط شكاوى الملبنان بوجود تذبذب في التزود بمسحوق الحليب، وهو ما جعله يحمّل الديوان الوطني المهني للحليب ومشتقاته مسؤولية مباشرة في توزيع مسحوق الحليب على الملبنات 117 الموزعة عبر الوطن، وطالب بتوزيع عادل لهذه المادة الأساسية وحسب طاقة كل ملبنة بعيدا عن أي اعتبارات أخرى وسياسة الكيل بمكيالين، حيث لا تحصل ملبنات سوى على نصف حصتها في حين تستفيد ملبنات أخرى بكميات فائضة عن طاقتها الإنتاجية يتم استغلالها كما أكد خارج إطار المراقبة. وقال عولمي، إن عملية توزيع المسحوق تمس مباشرة بنشاط توزيع حليب الأكياس على نقاط البيع، إذ بلغ التذبذب وعدم تنظيم الإنتاج ببعض الموزعين إلى جلب هذه السلعة من ولايات بعيدة، ومثال ذلك يقول رئيس الفدرالية إن موزعين من تبسة والطارف صاروا يجلبون الحليب من عنابة، وموزعين من خنشلة وميلة وجيجل يتزودون من ملبنة قسنطينة، وكذا موزعين من بسكرة والوادي يتزودون من ملبنة بباتنة، مما اثر على هامش ربحهم الذي لا يغطي تكاليف الوقود ومتاعب التوزيع.