يعكف الفنان شمس الدين بلعربي، الذي اختص في رسم ملصقات الأفلام، على كتابة سيناريو فيلم وثائقي يتناول سيرته الفنية، علما أنه الوحيد الذي يرسم ملصقات الأفلام على مستوى إفريقيا والعالم العربي، وهو ما ساهم في شهرته عالميا، كما رسم "شمسو" مؤخرا، رسوما حول ضحايا التفجيرات النووية بمنطقة رقان، وأخرى تهتم بالترويج السياحي للمدن العربية. كشف الفنان شمس الدين بلعربي ل«المساء"، عن موضوع رسمته الجديدة المتمثل في ضحايا التفجيرات النووية بمنطقة رقان، لشهداء وضحايا التجارب النووية للاستعمار الحقير، وقال إنها أخذت منه جهدا كبيرا من خلال البحث عن صور الضحايا، التي لم تكن بعضها واضحة، فرسمها كما هي، لمصداقية رسوماته، وتكريما لأروح الشهداء الأطهار. أضاف "شمسو" أن هدفه من رسم ضحايا رقان، تخليدهم عبر صور، متأسفا عن عدم قدرته على جمع صور كل الشهداء والضحايا، لكنه اجتهد حسب طاقته. في المقابل، وبغية الترويج السياحي للمدن العربية، وبالأخص الجزائرية، قام الفنان شمس الدين الذي تخصص في رسم ملصقات الأفلام الهوليودية والعالمية، ودخل عبرها هوليوود، بالرسم على جدران المنازل في المدن العربية، بدأها بمدينة بشار، وستتبعها العديد من المدن العربية الأخرى. في هذا السياق، اعتبر "شمسو" أن مبادرته الفنية المعمارية، انطلقت من مدينة بشار الجزائرية، التي تقع في جنوبالجزائر، وهي مدينة صحراوية توجد فيها مناظر طبيعية خلابة وساحرة، وقد اختار هذه المدينة نظرا لهدوئها وسحرها وكرم أهلها وطيبتهم وحبهم للفن في هذا السياق، رسم شمس الدين بالعربي على جدران قصور تاغيت، التي يوجد جزء منها تحت الأرض، فرسم شخصيات سينمائية عربية وعالمية، مثل عمر الشريف ومايكل جاوات واشين كونتي، وفي هذا قال "أردت من خلال هذه الرسوم، لفت انتباه العالم إلى هذه الأماكن الرائعة بالمدينة، والتي يمكن لها أن تحتضن تصوير أفلام عالمية، وقد وقع اختياري على هذه الشخصيات، لأن معظمها قام بتصوير أفلام في مواقع تشبهها، فوجدت نفسي أقول لهؤلاء الفنانين والعالم؛ زوروا هذه المدينة التي من الممكن أن تتحول إلى متحف مفتوح يرتاده السياح وعشاق الفن وصانعي الأفلام العالمية للتصوير فيه". تبلورت فكرة الرسم على الجداريات في ذهن شمسو حينما زار المدينة، منذ سنوات، كضيف شرف في مهرجان لفن التشكيلي، وانبهر بأثر دخول الضوء في ثقوب المنازل، ليقوم برسم جداريات، في انتظار فعل نفس الشيء في مدن عربية أخرى. عبر شمس الدين عن سعادته لبداية تحقيق هدفه، من خلال جلب أنظار الفنانين والسياح إلى مدينة بشار، حيث قام أحد النجوم المشهورين، وهو مايكل جاي وايت الذي رسمه على الجدارية، بنشر الرسمة على صفحته الرسمية، ونالت إعجاب الكثير من محبيه، وبالأخص الأمريكيين. قال في هذا الشأن: "شعرت أنني أقدم أشياء جميلة ومفيدة للسكان المحليين، الذين أحسنوا استقبالي في منازلهم، ومنهم الفنان عبد الكريم هواري الذي شجعني على هذه المبادرة". وتابع: "رسم رموز فنية على الجدران في المناطق السكنية، يخلق أجواء ثقافية ويوثق لذكريات سعيدة، فهو يمثل جزءا من التاريخ، من خلال تثقيف وتذكير الأجيال المختلفة بأحداث ومحطات مهمة، كما أنه يؤسس لحركة تشكيلية فنية واسعة". تابع مجددا "بدأت الطلبات تصلني يوميا من سكان الأحياء والشوارع، لتزيينها بلوحات مستوحاة من الطبيعة والسينما والدراما والروائع الموسيقية والرياضة، وقدموا لي أفكارا جميلة مبتكرة، تحمل الكثير من الأمل والتفاؤل والجمال، وأتمنى زيارة الكثير من المدن العربية والرسم على جدران بيوتها، بالتنسيق مع المسؤولين بها، ومنها الإسكندرية الساحرة الملهمة". في إطار آخر، قال شمس الدين ل "المساء"، إن إنجاز قناة الجزيرة "AJ+" لفيلم قصير عن مسيرته الفنية، والذي لاقى شهرة ونجاحا كبيرين، دفعه إلى التفكير في عمل فيلم طويل عن مسيرته الفنية، لهذا قام بالاتصال مع المخرج الصاعد عمر بونور ليقوم باخراج هذا العمل الذي يعكف شمسو في كتابة نصه. أضاف ل«المساء"، أنه سيتصل بالممثل يوسف سحيري ليشارك في هذا الفيلم، نظرا لتشجيعه له حينما قرر الاعتزال، كما قرر أيضا التواصل لاحقاً مع المنتجة سميرة حاج جيلاني، التي تعد أول عاملة في قطاع السينما أعطته فرصة لوضع لمسة في السينما الجزائرية، بعد أن تعرض للتهميش العمدي والممنهج. كما أشار إلى تلقيه رسالة تشجيع واعتراف من المؤسسة العالمية "HITRECORD"، التي يترأسها الممثل الأسطورة جوزيف غوردن ليفيت، الذي عبر له كتابيا عن إعجابه بمسيرته، وعن إمكانية مساهمة شركته في إنتاج هذا الفيلم التوثيقي لآخر رسام إفريقي للملصقات السينمائية.