عاد الفنانان القديران عنتر هلال وفاطمة حليلو في سلسلة جديدة بعنوان "كوكي مان"، تُعرض على التلفزيون الجزائري؛ حيث قُدمت الحلقة الأولى في أول سهرة رمضانية، وكان الأداء راقيا وعفويا ومحترفا كعادة هذين العملاقين في الكوميديا. تميز أداء السيدة فاطمة حليلو بالعفوية والكوميديا من دون عناء منها؛ فهذا مجالها، كذلك الحال مع زوجها في السلسلة، وهو الفنان عنتر هلال؛ حيث اشتركا في "كوكي مان" رفقة كوكبة من الفنانين من مختلف الأجيال. والملاحَظ أن الأداء كان مميزا، والحوار قويا، بعيدا عن الارتجال والفراغ، إلا أن مضمون العمل لم يرتق إلى مستوى هذين النجمين؛ حيث بدا هزيلا وذا حبكة ساذجة، يدور حول قط فاطمة حليلو كوكي، الذي خضع للتجارب والمقالب. ولولا مستوى الفنانين لسقط العمل كما سقط كوكي صريعا. وعلى ما يبدو فهذا هو القماش المعروض؛ فإما القبول أو الغياب. والمؤسف أن نجوم الكوميديا من قامة هذين الفنانين، لم تعد النصوص والسيناريوهات التي تليق بهم متوفرة، وبالتالي التسليم بكوكي وكفى. وعموما، فإن طلة هذين العملاقين تثلج قلب جمهورهما الواسع في انتظار ما يمكن اكتشافه من حسن ومفاجأة في هذا العمل؛ كي تتغير الصورة. للتذكير، فإن عنتر هلال من مواليد 1 نوفمبر 1952 بقسنطينة، تأثر منذ نعومة أظافره، بشخصية شارلي شابلن الصامتة، فضلا عن لورال وهاردي. والتحق بالمركز الجهوي للعمل الثقافي بقسنطينة، ومثل في مسرحية "شرارة في القصب". وسنة 1975، شارك مع مسرح عنابةوقسنطينة في مسرحية "حسناء وحسان"، وغداة إقرار نمط لا مركزية تسيير المسارح الجهوية، التحق بمسرح قسنطينة الجهوي، وشارك في عروض "هذا يجيب هذا"، و"اللي يموت ما يفوت"، و"بدر البدور"، وغيرها. كما خاض هلال عدة أعمال تليفزيونية مثل مسلسل "عيسى سطوري"، وكانت له تجربة محتشمة في الاقتباس عبر "بدر البدور" في 1970، و"القانون والناس"، و"اللعبة" التي أخرجها في 2008. وحصل هلال على جائزة أحسن دور للرجال في المهرجان الدولي للمسرح التجريبي بالقاهرة سنة 2003، والجائزة الأولى لمهرجان "الفوارة الذهبية" بسطيف سنة 2005. أما فاطمة حليلو أو فطيمة حليلو فإن مسيرتها الفنية تمتد إلى سنوات طويلة، قضتها بين المسرح والتلفزيون، وقدّمت خلالها العديد من المسلسلات الكوميدية والاجتماعية، وتعاقبت نجاحاتها من "ريح تور" إلى "عيسى سطوري" بطولة الفنان الكوميدي عنتر هلال، مرورا ب "قوربي بالاس"، و"اللي قاريه ذيب حافظو سلوقي" المعروف باسم "ماني ماني" الذي أخرجه عزيز شولاح، و"خالي والتلغراف" إلى "مفترق الطرق"، و"الليالي البيضاء"، و"جمعي فاميلي"، وغيرها من الأعمال.