شيعت نهاية الأسبوع الماضي، بمقبرۃ مدينة مستغانم، جنازۃ الفنان المسرحي والمطرب الملتزم تواتي بحفيظ، الذي وفته المنية عن عمر يناهز 57 عاما، بعد صراع مرير مع مرض سرطان الحنجرۃ. يعتبر الممثل المسرحي تواتي بحفيظ، واحدا من خيرۃ ما أنجبت الساحة الفنية المسرحية علي مستوي مدينة مسرح الهواۃ مدينة مستغانم العريقة، بتقاليدها الركحية التي تعززت منذ الخمسينات، ببروز أحد عمالقة المسرح الجزائري، المرحوم ولد عبد الرحمن كاكي. التحق المرحوم بحفيظ مبكرا بالنشاط المسرحي، خلال سبعينيات القرن الماضي، وعمره لا يتعدي ال15 عاما ضمن فرقة "الموجة"، حيث شكل رفقة الجيلالي بوجمعة وأحمد بلعالم ومحمد العجال، النواۃ الأساسية للنشاط المسرحي ضمن ما كان يعرف خلال الفترۃ بلجان الأحياء، تحت غطاء الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية في شقها الطلائعي. فقد شكل حي "صلامندر" في تلك الفترۃ من حكم الحزب الواحد، نموذج لتيار ثقافي ملتزم تقاطعت ضمن محتواها الفكري والإديولوجي أطروحات النظام الاشتراكي سياسيا وفنيا. ترعرع المرحوم ضمن هذه السياقات الفكرية، حيث اختار المسرح والغناء وسيلة مثلي لتنمية موهبته الفنية فوق الخشبة، وسرعان ما بزغ نجمه كفنان موهوب ساهم بامتياز في إعادۃ أحياء الأعمال الخالدۃ للدراماتورج ولد عبد الرحمن كاكي، علي مستوي الجمعية الثقافية "الموجة" وجمعية "الإشارۃ" وجمعية "ولد عبد الرحمن كاكي" و"تعاونية الكانكي" لعراب مسرح الهواۃ الجزائري المخرج جمال بن صابر. تقمص الممثل تواتي بحفيظ خلال مسيرته الفنية، العديد من الأدوار، أبرزها شخصية البخار في مسرحية "كل واحد وحمكمو"، وشخصية عمر في مسرحية "دم الحب" والدرويش في مسرحية "132 سنة". كما مثل في مسرحية "ديوان القراقوز" ومسرحية "إذا طاحت راحت" للكاتب والمخرج أحمد هارون، ومسرحية "ديوان العجب" للمخرج الجيلالي بوجمعة، وغيرها من المسرحيات. كما اقتحم المرحوم مجال الغناء والطرب، بفضل ما كان يملكه من صوت وأداء قوي، من خلال إتقانه الفريد للطرب الشرقي والمغربي والتراث الجزائري الأصيل، حيث شكل رفقة الملحن والكاتب بوعلام ميهوب والفنان بلعالم أحمد فرقة "لمواج"، التي تخصصت في الأغنية الملتزمة، حيث ظل المرحوم يمارس الفن سواء عن طريق المسرح أو الغناء، كفنان هاوٍ، مثلما بدأ مشواره، إلي أن التحق بالرفيق لأعلي معتنقا مبادءه التي تربي عليها.