أبدى المختص في الصناعة التحويلية للتمور، نور الدين لعلام، اهتمامه قبل سنوات، بالاستثمار في الصناعات التحويلية ضمن مشروع حرفي صغير، حيث تخصص في تحويل التمور إلى مشتقات أخرى، لاقت اهتمام وفضول زوار المعارض التي شارك فيها، والذين ثمنوا التشكيلة الكبيرة لتلك المنتجات التي اختلفت بين صلصات وتتبيلات وعجائن للطلي ورب التمر. أكد المتحدث في صريح خص به "المساء"، أن مؤسسته الصغيرة تولي أهمية كبيرة للصناعات التحويلية للتمر، موضحا أن تشجيع الحكومة للمتعاملين الاقتصاديين والمقاولين الشباب للاستثمار في قطاع الصناعات التحويلية، زاد من عزيمة أفراد الشركة للإبداع أكثر في هذا المجال، وقال إن الجزائر رائدة فيه بفضل ما تحوزه من خيرات في إنتاج التمور وبأجود أنواعها، مشيرا إلى مشتقاتها المتمثلة في العسل والخل، معتبرا أن هذه المشتقات تشكل اليوم فرصا واعدة للتصدير إلى الخارج، باعتبارها منتجات ذات قيمة مضافة، إلى جانب أنها يمكن أن تنافس منتجات أخرى، على غرار خل التفاح. في هذا الصدد قال المتحدث، إن خل التمر بدوره له فوائد لا تعد ولا تحصى، إلا أن الترويج الضخم الذي كان لخل التفاح منذ سنوات، طمس فوائد الفواكه الأخرى، ومنها التمر، فلخل التمر أيضا فوائد كثيرة، وهو مضاد للأكسدة، ويساهم في عملية التخسيس، كما أن دبس التمر غني بالمعادن المفيدة للصحة، فيمكن استعماله للتحلية بدل السكر الأبيض الذي يحتوي على السكروز، ويحتفظ بالمعادن بتركيزها، مضيفا أنها تضم على وجه التحديد، البوتاسيوم المفيد لوظائف العضلات، وغني بالمغنيزيوم المضاد للإرهاق، والحديد المضاد للتعب. كما أشار المتحدث، إلى أن مشتقات التمر أصبحت اليوم تشهد إقبالا أكبر من المستهلكين فضولا، فبعض الصلصات المنتجة من التمر تعطي التتبيلة المثالية لأطباق مميزة، مضيفا أن ابتكارها مستوحى من التقاليد الأسيوية، على غرار المطابخ الصينية والأندونيسية، التي تعطي الطعم حلاوة وطعما فريدا، كما يمكن الاستعانة بدبس التمر لتحضير أطباق مميزة غريبة ولذيذة في آن واحد، حتى تتبيلات السلطة، ويمكن استعماله في تحضيرات الحلويات بدل السكر الأبيض. شدد نور الدين لعلام، في سياق ذي صلة، على أهمية تشجيع هذه الصناعات بتصديرها نحو الخارج، مؤكدا أن المنتجات المشتقة من التمور مطلوبة بكثرة في الأسواق الدولية، غير أنه ينبه إلى أن عمليات التحويل التي تجري حاليا، تتم بطريقة بدائية من قبل حرفيين صغار، مما يستدعي ضخ استثمارات كبيرة وجلب تقنيات متطورة من أجل ضمان النوعية والريادة في مجال الصناعات التحويلية، وتحديدا سكر التمور المطلوب بكثرة في الأسواق العالمية. الجدير بالذكر، أن سكر التمور يظل حاليا الأعلى سعرا في الأسواق العالمية، وأكثر من البترول، حيث يقدر ب500 دولار للبرميل، وتعد إيران البلد الأول المصدر لهذه المادة في العالم.