طالبت وزارة الصحة، مصالحها في مختلف ولايات جنوب البلاد برفع مستوى التأهب والحيطة في هذه المناطق، لمواجهة المنحنى التصاعدي لحالات الإصابة بداء الملاريا المستوردة التي ارتفعت من 453 حالة سنة 2017 إلى 2726 حالة سنة 2020. ووجهت مديرية الوقاية بوزارة الصحة، لهذا الغرض مراسلة إلى ولاة عدة ولايات جنوبية ومديري الصحة فيها وكذا مسيري المراكز الاستشفائية، لاتخاذ كل الإجراءات الوقائية لمنع تسجيل حالات إصابة جديدة بهذا الوباء، بعد تأكيد المخبر الوطني المرجعي للملاريا عدة حالات مستوردة. وحذّرت مديرية الوقاية، من أن الوضعية الحالية تشكل تهديدا حقيقيا على الصحة العمومية، بسبب احتمال إعادة تسجيل حالات إصابة بالمرض جراء الظروف المناخية في المناطق الجنوبية. وشددت وزارة الصحة، على ضرورة اتخاذ كافة التدابير الاحترازية من أجل تعزيز جهاز المراقبة الحدودية، وكذا التشخيص المبكر للحالات وعلاجها بشكل نهائي. وشددت وزارة الصحة، على ضرورة تعزيز المراقبة وفقا للإجراءات الجديدة، وتطوير نظام ضمان جودة المخبر وتكثيف مكافحة الحشرات الناقلة للمرض بما في ذلك التحكم في مقاومة المبيدات. كما دعت إلى ضرورة تعزيز الوقاية وتفعيل خلايا اليقظة بمناطق جنوب البلاد، لتشخيص حالات الملاريا المستوردة ومتابعتها بهدف منع انتشارها. وتم وضع 25 مركزا عبر الوطن حيز الخدمة لتقديم الأدوية الخاصة بالأمراض الاستوائية، بالإضافة إلى تعزيز الوقاية بمراكز المراقبة والنقاط الحدودية لمواجهة الأمراض ذات الانتشار الدولي. للإشارة فإن الجزائر لم تسجل أي حالة إصابة بالملاريا منذ سنة 2014، ما أهلها لنيل شهادة القضاء على هذا المرض. يذكر أن الجزائر تبقى من بين الدول العشر في العالم وإفريقيا التي تحصلت شهر ماي 2019، على شهادة منظمة الصحة العالمية، اعترافا منها بتمكنها من القضاء على داء الملاريا. وبلغ عدد حالات الملاريا المسجلة في الجزائر غداة الاستقلال أزيد من 80 ألف حالة سنويا، إلا أنها استطاعت منع انتقال عدوى هذا المرض على مدى السنوات الخمس الماضية. ويعتبر داء الملاريا الذي يسمى أيضا حمى المستنقعات تهديدا حقيقيا للصحة العمومية، إذ يتسبب في تسجيل أزيد من 240 مليون إصابة سنويا، وأكثر من 620 ألف حالة وفاة ثلثهم أطفال دون سن الخامسة.