❊ الجزائر خالية من أي إصابات المحلية بالمرض ❊ فورار: الجزائر فعّلت خلايا اليقظة بالمناطق الجنوبية لتشخيص الحالات المستوردة ومتابعتها كشفت الدكتورة جميلة حمادي، متخصصة في علم الطفيليات بالمعهد الوطني للصحة العمومية، أن ولاية تمنراست تحتل صدارة الولايات التي تسجل فيها حالات عديدة بداء الملاريا، مشيرة إلى أن أغلب المصابين بهذا الداء بطالون. وأكدت الدكتورة حمادي، في مداخلتها خلال ندوة علمية تم تنظيمها بمقر وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة الملاريا، أن الجزائر لا توجد فيها حالات محلية بداء الملاريا وأن جل الحالات مستوردة، مشيرة إلى أن الولاياتالجنوبية هي أكثر عرضة للداء بحكم تواجدها بمحاذاة دول يشهد فيها المرض انتشارا واسعا. في سياق متصل أوضحت المختصة في علم الطفيليات، أن الجزائر سجلت خلال الفترة ما بين 2008 و2013، ارتفاعا كبيرا في عدد الحالات المستوردة ما دفعها إلى اعتماد مخطط استعجالي للقضاء على المرض، مع تسجيل حالات محلية قليلة جدا في بعض ولايات الجنوب التي عرفت بؤرا على غرار ولاية ورقلة، أدرار، إليزي وغرداية. وأضافت المتحدثة أن نتيجة لتنفيذ ذلك المخطط لم يتم في 2014 تسجيل أي حالة محلية بالجزائر. وأكدت المختصة، أنه خلال الفترة الممتدة ما بين 2014 و2020، عرف عدد الحالات استقرارا نسبيا إلا أنه في 2020 بلغ 2726حالة دون تسجيل أي وفيات. وحسب الدكتورة حمادي، فإن ولاية تمنراست تحتل صدارة الولايات التي تسجل أكبر عدد من الإصابات بداء الملاريا، حيث ناهزت 982 حالة باعتبارها ولاية حدودية تليها ولاية أدرار ب72 حالة ثم إليزي ب47 حالة وبعدها ورقلة ب20 حالة. وفيما يخص جنسيات المرضى المصابين أكدت الدكتورة، أنه خلال الكشف الطبي عليهم لا يتم التحقق من هوياتهم بواسطة بطاقات التعريف كما لا يتم التأكد من جنسياتهم الحقيقة، وبحكم إتقانهم للغة العربية واللهجات المحلية، ويتم الاعتماد على تصريحاتهم التي يزعمون من خلالها بأنهم جزائريون، كما أن أغلب المصابين حسب المتحدثة بطالون أو عمال غير مؤهلين، حيث تمثل هذه الفئة نسبة 59 % من المصابين بالداء. أما بالنسبة للفترات التي تشهد ارتفاعا في عدد الحالات فذكرت الدكتورة حمادي، أنها تكون خلال شهر سبتمبر، حيث تصل الى 300 حالة وذلك بفعل التغيرات المناخية وتساقط الأمطار في دول الجوار والتي تعزز تكاثر البعوض. وأشارت في هذا الصدد إلى أن وزارة الصحة، اعتمدت مخططا وقائيا ضد تفشي داء الملاريا وبموجبه يتم إزالة كافة البرك المائية والمستنقعات ورش المبيدات الحشرية لتجنب تكاثر البعوض خاصة بمنطقتي عين قزام وتين زواتين الحدوديتين. من جهته قال الدكتور جمال فورار، مدير الوقاية بوزارة الصحة، إن الجزائر عززت التدابير الوقائية لمكافحة المرض، كما قامت بتفعيل خلايا اليقظة بالمناطق الجنوبية لتشخيص حالات الملاريا المستوردة ومتابعتها قصد وضع حد لانتشارها، مؤكدا أنه بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها مهنيو الصحة والتزام القطاعات الأخرى في مكافحة المرض منذ عدة عقود، تحصلت الجزائر على شهادة القضاء على الملاريا نهائيا من قبل منظمة الصحة العالمية. ويعتبر داء الملاريا الذي يسمى أيضا "حمى المستنقعات"، تهديدا حقيقيا للصحة العمومية، إذ يتسبب سنويا في تسجيل أزيد من 200 مليون إصابة، وأزيد من 400 ألف حالة وفاة من بينها 60 % أطفال دون سن الخامسة، وهذا استنادا إلى معطيات منظمة الصحة العالمية. ولم تسجل الجزائر، أية حالة إصابة بالملاريا منذ سنة 2014، كما أن الحالات التي سجلت قبل هذه السنة كانت حالات مستوردة لأجانب قادمين من مناطق جنوب الصحراء أو أشخاص زاروا المناطق التي ينتشر فيها المرض ولم يحترموا الإجراءات الطبية في تناول الأدوية بعد عودتهم من مهامهم.