يعاني زبائن مركز بريد الكتاني بباب الوادي، من وتيرة العمل التي يسير بها المركز. ولا يرجع الأمر في ذلك، إلى كثرة الوافدين عليه من طالبي خدماته فحسب، وإنما إلى النقص الواضح في عدد الأعوان العاملين على مستوى الشبابيك، وهو ما جعله محل تذمر من قبل المواطنين، الذين يسترسلون في التعليق على الأمر، كل حسب رأيه. لايزال التثاقل الذي يميز مكاتب البريد المتوزعة عبر عدد من بلديات العاصمة بسبب نقص الأعوان العاملين على مستوى الشبابيك، يثقل يوميات المواطن الذي يقصد هذه المرافق العمومية من أجل استخراج أمواله أو تسديد فواتير الكهرباء والغاز أو إجراء معاملات أخرى توفرها مكاتب البريد، في حين يُعد مركز بريد الكتاني بباب الوادي بالعاصمة، عيّنة حية لمشاهد التذمر اليومي من قاصدي هذا المرفق العمومي. وما يثير حفيظة الأغلبية، حسب تعليق الكثيرين، تجنيد موظف واحد على مستوى شباك وحيد من أصل 5 أو 6 شبابيك موضوعة للخدمة، الأمر الذي أصبح يخلّف استياء وغضب مرتادي هذا المكتب، الذين يتساءلون، كل مرة، عن سبب اقتصار الخدمة على عون واحد فقط، ليكون الرد دائما أن ذلك مرده إلى نقص عدد العمال. وذهب أحد الشبان في هذا الشأن، إلى القول إنه مستعد للعمل إذا كان الأمر مرتبطا بنقص الأعوان، ليرد آخر أن عددا كبيرا من طالبي الشغل يعملون كل ما بوسعهم للحصول على وظيفة، لكن بمجرد الحصول عليها تتغير تصرفاتهم، ويُظهرون أنهم سئموا وملوا من العمل، وهو أمر - يضيف المتحدث - "نلمسه على مستوى المصالح، التي تستقبل المواطن لتسيير شؤونه اليومية، على غرار مصالح البلديات، ومراكز البريد". وحسب إحدى المواطنات من سكان حي الكتاني بباب الوادي، فإن الأمر بات لا يطاق على مستوى هذا المركز البريدي، وهو يتكرر يوميا، ولا علاقة له بظرف طارئ أو غيره، لأن المشكل المطروح على مستوى المركز، مرتبط أساسا حسبها بنقص الموظفين، "فلا يمكن موظف واحد تسيير خدمات مئات الأشخاص دفعة واحدة، خاصة في فترة صب المعاشات، والمنح، والرواتب والأجور!". ويضيف شخص آخر، أنه تعذّر عليه استخراج أمواله قبل حلول عيد الفطر بفعل الزحمة التي كان يشهدها مكتب البريد، ففضّل، بذلك، التريث إلى غاية مرور أيام العيد، لكنه تفاجأ بالطوابير اللامتناهية للزبائن، والسبب نفسه هو الموظفون. وذهب أحدهم إلى طرح مسألة ثقل المهمة على الموظفة الوحيدة التي كانت مجندة على مستوى الشباك، لأن الأمر، حسبه، قد يرهقها، وعليها التذمر بدورها، ورفع صوتها إلى أصوات رواد هذا المرفق. وفي ظل اضطرار البعض لتحمّل عناء الانتظار كلٌّ حسب وضعه المالي، فضّل الكثيرون التراجع، ومغادرة المكان إلى أجل آخر، حتى ينساب الضغط، وتركوا مكانهم لآخرين ليس في وسعهم سوى الانتظار.